Nombre total de pages vues

vendredi 30 décembre 2016

قصة شاربوا الخمر في عهد رسول الله صل الله عليه و سلم

**القصة**
كان شاربو الخمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم ضربهم  بالأيدي والنعال والعِصيِ، حتى توفي النبي صلى الله لعيه وسلم، فكثر عددهم في عهد أبي بكر أكثر من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فصار أبو بكر يجلدهم 40جلدة حتى توفيَ رضي الله عنه، فصار عمر من بعده يجلدهم مثله 40جلدة. وفي يوم من أيام خلافته رضي الله عنه جاء الناس برجل وقد شرب الخمر، فأمر الفاروق بجلده 40جلدة كالمعتاد، فقال الرجل: لم تجلدني؟! بيني وبينك كتاب الله.. فقال عمر: وفي أي كتاب الله تجد ألا أجلدك؟!.. فقال له الرجل: إن الله تعالى يقول "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ93*"، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا، وشهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد والخندق والمشاهد كلها، وأنا من المهاجرين الأوائل. فقال عمر للصحابة: ألا تردون عليه ما يقول؟ فقال سيدنا ابن  عباس: إن هؤلاء الآيات التي ذكرها الرجل قد نزلت عفوا لمن شرب الخمر من المؤمنين قبل تحريمها، فالله تعالى يقول " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ90**"، فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالفعل فالله قد نهاه أن يشرب الخمر. فقال عمر: صدقتَ.. فكيف ترون في أمره؟ فقال سيدنا عليٌّ: إنه إذا شرب الخمر سكر، وإذا سكر هذي، وإذا هذي افترى، وعلى المفتري 80جلدة. فأمر الله عمرُ بأن يجلد الرجل 80جلدة..***القصة منقولة من حديث ابن عباس في سنن الدارقطني (3/166) بتصرف يسير مني في تبسيط شرحها، والحديث صحيح، رابط الروايات كلها في أول تعليق.

**العبر**
1==أن هناك من شهد بَدرًا وأُحُدًا والخندق وكل المشاهد وكان من المهاجرين الأوائل، ومع ذلك زل وشرب الخمر! وغيره من الصحابة كما نعلم، كأبي لبابة وحاطب بن أبي بلتعة مما لا يتسع المجال لذكره الآن، رضي الله عنهم جميعا، فكيف نحن المساكين نأمن على أنفسنا الفتنة؟!

2==أنه رغم علم الله االقديم الأزلي بأن أحدًا من الناس سيرتكب كبيرة من الكبائر في المستقبل –مثل شرب الخمر وغيره- إلا أن علمَه هذا عز وجل لم يمنع فضلَه عن هذا الشخص فيما مضى من عمره قبل هذه الكبيرة، فقد جعله سابقا من المهاجرين الأوائل أشرف الأمم، وجعله يشهد بدرًا - وما أدراك ما بدر وأهل بدر!- وأُحدًا والخندق وغيرها، فشرفه بكل هذا في الماضي رغم علمه -أي الله- مسبقا بأنه –أي الرجل- سيرتكب الكبائر لاحقا في المستقبل ويقام عليه الحد!.. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..

3==أن قراءة النصوص الشرعية خارج سياقها أول أبواب الزلل، فلو أن هذا الرجل كان قد قرأ الآية90 –التي فيها أن الخمر رجس- في سياقها مع الآية93 التي تليها بأسطر معدودة  -والتي فيها أن لا حرج على شارب الخمر إذا كان من المؤمنين المتقين- لكان علم يقينا أن المعنى غير الذي فهم مطلقا، فالقرءان لا ينقض بعضه بعضا والرجل مؤمن ويعلم ذلك، وفي كلتا الآيتين خطاب للمؤمنين –الذين هو عدّ نفسه منهم بالفعل!.. فلننتبه إلى أننا معشر المسلمين قد نكون انتقائيين لما يناسبنا من نصوص وأحكام تبعا لأهوائنا –أحيانا عمدا وأحيانا عن جهل بالحكم كحال ذلك الرجل والله أعلم- و الكيِّسُ من يخالف هواه حتى وإن كان قليل العلم بالأحكام الشرعية، إذ أن مخالفة الهوى في حد ذاتها عبادة، فخالف هواك تنجُ.

4==أن الجهل بالدين عامة وبالنواهي والعقوبات والحدود خاصةً يجعل الإنسان أجرأ على المعاصي، فصدق فقهاؤنا إذ قالوا أن الحدود زواجر -أي أن العقوبات شرعت من ضمن ما شرعت لتزجر الناس عن ارتكابها- وتلك رحمة من الله.

5==أن رجلا في علم سيدنا عمر قد لايجد الحجة المناسبة في جعبته في موقف ما، فلا يستنكف أن يبحث عنها عند أحد غيره ويعلن هذا للناس بلا خجل إن كان سليم القلب.. وحين يتعرض أحدُنا لمثل هذا فلا يتهمنَّه أحد بالجهل ولا يتهمنَّه أحد كذلك بأنه "يفتش عن حجة يرد بها على خصمه بُغيةَ توظيف النصوص الشرعية لمصلحة أهوائه وخدمة أهدافه"!.. كفانا تُهمًا معلبة وليكن الحق هو غايتنا!.. وليس هذا إلا لصاحب علم بالطبع ولو بالقدر اليسير.. سددوا وقاربوا وأبشروا، وتكلموا فيما تحسنون، وبلغوا ما تعرفون، وتوقفوا فيما لا تعلمون، ولا تستحوا أن تقولوا لا أعلم أو فلان أعلم مني في تلك المسألة، وفوق كل ذي علم عليم..

6==أن العلم نور، والعلماء تاج على الرؤوس.. هم صفوة المجالس وخير بطانة يتخذها ملك أو زعيم مسلم لينجو بنفسه، وأأمنُ من نثق بهم ليصبوا علينا من نبع الهدي النبوي فتستقيم الحياة . لله در كل فقيه وكل محدث وكل حامل للقراءان عامل بما فيه. فالناس موتى وأهل العلم أحياء..

هذا ما تمكّن عقلي المحدود من تدبره ... وحكمة الله لا تنفد أبدا ولا تحصيها عقول..
اللهم ارزقنا الحكمة و الصبر و السلوان

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire