Nombre total de pages vues

vendredi 10 mars 2017

نقل ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن محمد بن فضل الصوفي أنه قال :
( ذهاب الإسلام على يد أربعة أصناف :
صنف : لا يعملون بما يعلمون .
وصنف : يعملون بما لا يعلمون .
وصنف : لا يعلمون و لا يعملون .
وصنف : يمنعون الناس من التعلم ) .
قلت - القائل هو ابن القيم - :
( الصنف الأول : من له علم بلا عمل . فهو أضر شيء على العامة ؛ فإنه حجة لهم في كل نقيصة و منحسة .
و الصنف الثاني : العابد الجاهل . فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته و صلاحه ؛ فيقتدون به على جهله .
وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله : { احذروا فتنة العالم الفاجر ، و العابد الجاهل ؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون } .
فإن الناس إنما يقتدون بعلمائهم و عبادهم ، فإذا كان العلماء فجرة و العباد جهلة عمت المصيبة بهما ، و عظمت الفتنة على الخاصة و العامة .
الصنف الثالث : الذين لا علم لهم و لا عمل ، و إنما هم كالأنعام السائمة .
الصنف الرابع : نواب إبليس في الأرض . و هم الذين يثبطون الناس عن طلب العلم و التفقه في الدين . فهولاء أضر عليهم من شياطين الجن ، فإنهم يحولون بين القلوب ، و بين هدى الله و طريقه .
فهؤلاء الأربعة الأصناف : هم الذين ذكرهم هذا العارف - رحمه الله تعالى - ، و هؤلاء كلهم على شفا جرف هار ، و على سبيل هلكة ، و ما يلقى العالم الداعي إلى الله و رسوله ما يلقاه من الأذى و المحاربة إلا على أيديهم ،  *و الله يستعمل من يشاء في سخطه ، كما يستعمل من يحب في مرضاته { إنه بعباده خبير بصير } .*
و لا ينكشف سر هذه الطوائف و طريقتهم إلا بالعلم ؛ فعاد الخير بحذافيره إلى العلم و موجبه ، و الشر بحذافيره إلى الجهل و موجبه ) .
انتهى كلام ابن القيم - رحمه الله - .
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن عن كلام ابن القيم هذا :
( هذا من أنفع ما رأيت في تحقيق التوحيد و المتابعة ، فيا سعادة من عقله ، و صار على باله )
انظر (( الدرر السنية )) : ( 2 / 279 - 280 ) .
وكلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( مفتاح دار السعادة ) ( ١ / 160 ) .
نقلته بتمامه من كتاب ( الإقناع بما جاء عن أئمة الدعوة من الأقوال في الاتباع ) ص 45 - 47 .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire