Nombre total de pages vues

mercredi 21 décembre 2016

) الواجب على الإنسان أن يقابل ما يحصل من أذية الكفار بالصبر و الاحتساب و إنتظار الفجر )

قال العلامة ابنُ عثيمين رحمه الله تعالى:

( الواجب على الإنسان أن يقابل ما يحصل من أذية الكفار بالصبر والاحتساب وانتظار الفرج ،

ولا يظن أن الأمر ينتهي بسرعة وينتهي بسهولة ، قد يبتلي الله عز وجل المؤمنين بالكفار يؤذونهم وربما يقتلونهم ، كما قتل اليهود الأنبياء الذين هم أعظم من الدعاة وأعظم من المسلمين ،

فليصبر ولينتظر الفرج ولا يمل ولا يضجر ، بل يبقى راسياً كالصخرة ، والعاقبة للمتقين ، والله تعالى مع الصابرين ،

فإذا صبر وثابر وسلك الطرق التي توصل إلى المقصود ولكن بدون فوضى وبدون استنفار وبدون إثارة ، ولكن بطريق منظمة ، لأن أعداء المسلمين من المنافقين والكفار يمشون على خطى ثابتة منظمة ويحصلون مقصودهم ،

  أما السطحيون الذين تأخذهم العواطف حتى يثوروا ويستنفروا ، فإنه قد يفوتهم شيء كثير ، وربما حصل منهم زلة تفسد كل ما بنوا ، إن كانوا قد بنوا شيئًا ،

لكن المؤمن يصبر ويتئد، ويعمل بتودة ويوطن نفسه ، ويخطط تخطيطًا منظمًا يقضي به على أعداء الله من المنافقين والكفار ، ويفوت عليهم الفرص؛ لأنهم يتربصون الدوائر بأهل الخير ، يريدون أن يثيروهم ، حتى إن حصل من بعضهم ما يحصل حينئذ استعلوا عليهم وقالوا : هذا الذي نريد ، وحصل بذلك شر كبير ،

فالرسول - عليه الصلاة والسلام - قال لأصحابه اصبروا ، فمن كان قبلكم - وأنتم أحق بالصبر منه - كان يعمل به هذا العمل ويصبر ، فأنتم يا أمة محمد أمة الصبر والإحسان ، اصبروا حتى يأتي الله بأمره ، والعاقبة للمتقين ،

  فأنت أيها الإنسان لا تسكت عن الشر ، ولكن أعمل بنظام وبتخطيط وبحسن تصرف وانتظر الفرج من الله ، ولا تمل ، فالدرب طويل ، لا سيما إذا كنت في أول الفتنة ، فإن القائمين بها سوف يحاولون - ما استطاعوا - أن يصلوا إلى قمة ما يريدون ، فاقطع عليهم السبيل ، وكن أطول منهم نفسا وأشد منهم مكراً ، فإن هؤلاء الأعداء يمكرون ، ويمكر الله ، والله خير الماكرين ، والله الموفق .

شرح رياض الصالحين    (٢٥٣/١)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire