وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"حافظ أسراره"، وأطلق عليه الأتراك "يد أردوغان الضاربة"، وعُرف عالميا بـ"الرجل الذي تخشاه إسرائيل"، وعين في 2010 على رأس جهاز الاستخبارات التركي، إثر أحداث أسطول الحرية بين أنقرة وتل أبيب، وحاليا يلقب هاكان فيدان بـ"الجندي المجهول"، الذي تمكن بعد ساعات قليلة من القلق والترقب من إفشال الانقلاب التركي، والحفاظ على كرسي الرئاسة لصديقه المقرب "أردوغان".
ولد فيدان في العاصمة التركية "أنقرة" عام 1968، وتلقّى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية، وتخرج منها في 1986، وعُين رقيبا في القوات المسلحة التركية.
بدأ فيدان "فنّي حواسب" في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية، وفي أثناء تأديته مهمة في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس بجامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.
واختار فيدان مجال أنظمة الحكم والسياسة لاستكمال دراسته ما بعد الجامعية، فحصل على شهادة من القسم الأوروبي بجامعة ماريلاند في الولايات المتحدة، وشهادة دكتوراه بالعلوم السياسية من جامعة بيلكنت في أنقرة 2003، وتم تعيينه برئاسة الوكالة التنمية التركية في العام ذاته، ثم التحق بمكتب أردوغان مستشارا للسياسة الخارجية في 2007.
أعقب ذلك تعيينه مستشارا اقتصاديا وسياسيا في السفارة التركية بأستراليا، وتابع دراسته الأكاديمية في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومركز المعلومات والتدريب وأبحاث التحقق في لندن.
في 2010، تولى فيدان رئاسة الاستخبارات التركية، الخبر الذي أثار ضجة كبيرة داخل جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، آنذاك، وفي وقت قصير أدخل تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع أردوغان بتجميع كافة أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.
واستطاع "هاكان" تنفيذ الأجندة السياسية والإقليمية التي يتبناها أردوغان، متزعّما جهود أردوغان للتوصّل إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني، في محاولة لإنهاء عقود من الحرب التي دارت في جنوب شرقي البلاد، ذات الأغلبية الكردية.
وحاول "حافظ أسرار أردوغان" تطبيق إستراتيجية جديدة داخل الجهاز الاستخباراتي التركي، فاعتمد بشكل كبير على تطوير قدرات وعلاقات النشاط الخارجي للجهاز، بعد أن كان دوره مقتصرا على العدو الداخلي.
بدأت الحرب بينه وبين "الموساد" الإسرائيلي منذ أن تولى منصبه في 2010، حيث حصلت المخابرات التركية على تسجيل صوتي نشره موقع "تركيا بوست" يفيد بأن "الموساد" يناقش خبر تعيين فيدان في منصبه الجديد، وقال وزير الدفاع الصهيوني، آنذاك، إيهود أولمرت: "نخشى أن ينقل رئيس المخابرات التركي المعيّن المعلومات لإيران، فهو يعرف الكثير عن أسرارنا، والتفكير بأنه يمكن أن يطلع عليها الإيرانيين أمر مقلق".
وأكد تقرير صادر عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، 2012، أن فيدان سرّب معلومات استخباراتية مهمة لإيران بخصوص شبكة تجسس للموساد تعمل داخل إيران، الأمر الذي دفع طهران لتصفية هذه الشبكة بالكامل، لتصبح أقوى ضربة وجّهتها طهران في حرب الاستخبارات الصهيونية الإيرانية، بمساعدة فيدان.
بين عشية وضحاها، فاجئ فيدان الجميع بقرار استقالته من رئاسة جهاز المخابرات التركية، فبراير 2015، رغبة منه في المشاركة في الحياة السياسية وترشيح نفسه للانتخابات على قوائم حزب "العدالة والتمنية"، وكان من أكثر المنزعجين من هذا القرار هو الرئيس أردوغان، إلا أنه سرعان ما وعى فيدان لأهمية دوره المكلف به، وفي أقل من شهر من تاريخ الاستقالة عاد ليرأس جهاز المخابرات مجددا.
ووصفت تقارير إعلامية فيدان بـ"الجندي المجهول"، الذي تمكّن بحنكته من إفشال الانقلاب ضد الرئيس أردوغان، وأعلنت المخابرات التركية، في بيان بعد ساعات قليلة، "هزيمة الانقلاب، وعودة الأوضاع في العاصمة إلى طبيعتها".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire