ما اول شيء خلقه الله تعالى
إنّ الله تعالى خلقَ كلّ شيء موجود على هذا الكون سواء كان صغير من حبّةِ رمل إلى النجوم والمجرّات السماويّة ، فالعالم رغمَ تطوّرهِ والتكنولوجيا الموجودة إلى أنّهُ لم يصل إلى رقم يعرفون فيها كبر الكون وسعتهُ فسبحانك ربّي ما أعظمك ، فالله قد خلق كلّ شيء وقد أحسن الخلق فلم يخلق شيء للعبث أو للّهو الاّ لغرض معيّن كي يتماشى الكون مع بعضهِ البعض لكي يكون هناك حياة وحكمة من وراء خلقهِ . أوّل شيء خلقهُ الله تعالى إختلف العلماء على أوّل شيء قد خلقهُ الله تعالى قبل وجود الكون عندما كان لا شيء ، فالبعض يقول أنّ القلم هو أوّل ما خلقهُ الله تعالى لوجود بعض الأدلّة والأحاديث التي تذكر ذلك ، ولكن هناك بعض العلماء الذين قالوا أنّ أوّل ما خلق هو العرش أيضاً لوجود أدلّة تدلّ على ذلك ، فالأصحُّ هو العرش ومن ثمّ القلم ، فالجميع يعرف أنّ القلم هو أوّل مخلوق خلقهُ الله تعالى والله أعلم ، ولكن المعروف بعد خلق العرش هو القلم ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : (سمعتُ رسول الله صلّى الله عليهِ وسلّم يقول : "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ") رواه مسلم ، فالله خلقَ القلم وقال لها أكتبي فكتبت ما كان الله يقول لها ، والله يقول للشيء كن فيكون . ترتيب أوائل ما خلقها الله تعالى العرش : وهو عرش الرحمن . القلم : فهو كان أوّل ما خلقهُ الله تعالى لتكتب مقادير الخلائق وكان ذلك قبل أن يخلق الله تعالى السموات والأرض بخمسين ألف سنة . الماء : لأنّ عرش الرحمن كان على الماء . الأرض : فقد خلق الله تعالى الأرض على الماء . الجبال : فقد خلق الله تعالى الجبال على الأرض لكي تكون أوتاداً لحفظ توازن الأرض . السماء : فقد خلق الله تعالى السموات لكي تكون السقف محفوظاً من غير أعمدة . والشمس والقمر : ومن المعروف أنّ الشمس والقمر موجودة في السماء وقد خلق فيها النجوم والكواكب والأقمار . ثمّ خلق الله الفناء : الفناء هو رجوع كلّ شيء إلى اللاوجود وهو فناء الخلق وتلاشيهِ ، فمن بعدِ أن خلق الله تعالى الكون بكبرهِ ونجومهِ وخلقهِ وكلّ شيء موجود سوف يرجع "الفناء" فإنّ الله تعالى خلق كلّ شيء لأجل مسمّى وهو موجود في اللوح المحفوظ الذي كتبهُ القلب بأمرِ من الله ، فيموت فيها كلّ شيء كان مادّي أو حي ، فبعد أن تموت جميع الحيوانات والإنس والجن والملائكة والكون كلّهُ يبقى الله تعالى وحدهُ فيقول الله لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيب أحد لأنّ لا أحد موجود ولو كانت بعوضة على قيد الحياة لشاركت الله في الحكم وحاشى الله أن ينسى لأنّ الله قد قضى على كلّ شيء ومن ثمّ يقول الله تعالى لمن الملك اليوم ؟ بعد أن قضى على الجبابرة ومنة أدّعوا أنّهم الكبار وهم مجرّد صغار ، فيردّ الله على نفسهِ لله عزّ وجل ، ومن ثمّ يرجع الله الحياة للإنس والجن والملائكة ويقومون من قبورهم لكي يحاسبهم الله تعالى وليجازي كلّ نفس ما قدّمت وأخّرت والله على كلّ شيء قدير .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire