Nombre total de pages vues

samedi 1 octobre 2016

تأملات في بعض آيات الجزء السابع و العشرين

(( تأملات في بعض آيات الجزء السابع والعشرين))

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)

سمى الله الرجوع إليه فراراً ..
لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره،
وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز،
فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره.   

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)

واقتصر في تعليل الأمر بالتذكير على علة واحدة وهي انتفاع المؤمنين بالتذكير ..
لأن فائدة ذلك محققة ،
ولإِظهار العناية بالمؤمنين في المقام الذي أُظهرت فيه قلة الاكتراث بالكافرين
قال تعالى :
( فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى).

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ)

لما ذكر تعالى عقوبة المكذبين،
ذكر نعيم المتقين؛
ليجمع بين الترغيب والترهيب،
فتكون القلوب بين الخوف والرجاء.

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)

أي: لا قليلاً ولا كثيراً،
وإن كان في الدنيا قد يوجد منهم كيد يعيشون به زمناً قليلاً،
فيوم القيامة يضمحل كيدهم،
وتبطل مساعيهم.    

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)

قال الكلبي ومقاتل:
كان الناس يعملون أعمالا حسنة ثم يقولون صلاتنا وصيامنا وحجنا وجهادنا،
فأنزل الله تعالى هذه الآية.
هو أعلم بمن اتقى،
أي بر وأطاع وأخلص العمل لله تعالى .

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)

يعني تعالى ذكره بقوله (اقتربت الساعة) :
دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة،
وقوله (اقتربت) افتعلت من القرب،
وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنو القيامة،
وقرب فناء الدنيا،
وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم،
وهم عنها في غفلة ساهون .

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ)
الخشوع في البصر الخضوع والذلة ،
وأضاف الخشوع إلى الأبصار لأن أثر العز والذل يتبين في ناظر الإنسان،
قال الله تعالى: (أَبْصارُها خاشِعَةٌ)
وقال تعالى: (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ.  
 

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ)

أي يسرناه للحفظ ،
وهذا معلوم بالمشاهدة ،
فإنه يحفظه الأطفال الأصاغر وغيرهم حفظاً بالغاً بخلاف غيره من الكتب ،
وقد رُوي أنه لم يحفظ شيء من كتب الله عن ظهر قلب إلا القرآن .
وقيل : معنى الآية سهلناه للفهم والاتعاظ به لما تضمن من البراهين والحكم البليغة.  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)

التي هي أشرف ما بهم من الأعضاء،
وألمها أشد من ألم غيرها؛
فيهانون بذلك ويخزون.  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ )

وأوثر استحضار الجلالة باسم ( الرحمن ) دون غيره من الأسماء ...
ولأن معظم هذه السورة تعداد للنعم والآلاء فافتتاحها باسم ( الرحمن ) براعة استهلال .  

ولما كانت هذه السورة ..
لتعداد نعمه التي أنعم بها على عباده
قدم النعمة التي هي أجلها قدرا وأكثرها نفعا وأتمها فائدة وأعظمها عائدة ..
وهي نعمة تعليم القرآن ..
فإنها مدار سعادة الدارين ..
وقطب رحى الخيرين وعماد الأمرين.  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)

لما كان قوله :
( وله الجوار المنشئات في البحر كالأعلام )
(الرحمن : 24 )
مؤذناً بنعمة إيجاد أسباب النجاة من الهلاك
وأسباب السعي لتحصيل ما به إقامة العيش
إذ يَسَّر للناس السفن عوناً للناس على الأسفار وقضاء الأوطار
مع السلامة من طغيان ماء البحار ،
وكان وصف السفن بأنها كالأعلام
توسعة في هذه النعمة أتبعه بالموعظة بأن هذا لا يحول بين الناس وبين ما قدره الله لهم من الفناء ،
على عادة القرآن في الفُرص للموعظة والتذكير.  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ)

الجنا هو ما يجتنى من الثمار ،
ودان قريب ،
ورُوي أن الإنسان يجتنى الفاكهة في الجنة على أي حال كان؛
من قيام أو قعود أو اضطجاع؛
لأنها تتدلى له إذا أرادها . 

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)

وسميت واقعة ..
لأنها كائنة لا محالة
أو لقرب وقوعها
أو لكثرة ما يقع فيها من الشدائد.  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ)

تخفض أقواما إلى النار ..
وترفع آخرين إلى الجنة ،
وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
تخفض أقواماً كانوا في الدنيا مرتفعين ،
وترفع أقواما كانوا في الدنيا مستضعفين. 

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)

وتتضمن هذه الآية أمرين :
أحدهما :
الامتنان عليهم بأن أنبت زرعهم
حتى عاشوا به ليشكروه على نعمته عليهم ،
الثاني :
البرهان الموجب للاعتبار بأنه لما أنبت زرعهم بعد تلاشي بذره وانتقاله إلى استواء حاله من العفن والتتريب  ..
حتى صار زرعاً أخضر ثم جعله قوياً مشتداً أضعاف ما كان عليه ..
فهو بإعادة من أمات أخف عليه وأقدر
وفي هذا برهان مقنع لذوي الفطر السليمة.

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ)

(إنه لقرآن كريم )
أي كرمه الله وعزه ورفع قدره على جميع الكتب،
وكرمه عن أن يكون سحراً أو كهانة أو كذباً،
وقيل إنه كريم لما فيه من كرم الأخلاق ومعالي الأمور،
وقيل لأنه يكرم حافظه ويعظم قارئه،
وحكى الواحدي عن أهل المعاني:
أن وصف القرآن بالكريم ..
لأن من شأنه أن يعطي الخير الكثير بالدلائل التي تؤدي إلى الحق في الدين،
قال الأزهري: الكريم أسم جامع لما يحمد،
والقرآن الكريم ..
يحمد لما فيه من المهدى والبيان والعلم والحكمة.

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ)

وقدم هنا وصف التكذيب على وصف الضلال عكس ما تقدم في قوله :
( ثم إنكم أيها الضالون المكذبون )
( الواقعة : 51 ) ،
لمراعاة سبب ما نالهم من العذاب وهو التكذيب ،
لأن الكلام هنا على عذاب قد حان حينه وفات
وقت الحذر منه فبُينّ سبب عذابهم
وذكروا بالذي أوقعهم في سببه ليحصل لهم ألم التندم .

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)

وهذه المعية معية العلم والاطلاع،
ولهذا توعد ووعد على المجازاة بالأعمال بقوله:
(والله بما تعملون بصير )

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)

قال القشيري : والقرض الحسن أن يكون المتصدق صادق النية ،
طيب النفس يبتغي به وجه الله دون الرياء والسمعة وأن يكون من الحلال .

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ )

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم ..
فمنهم من يؤتى نوره كالنخلة ..
ومنهم من يؤتى نوره كالرجل القائم ..
وأدناهم نوراً من نوره من أعلى إبهامه فيطفأ مرة ويقد مرة .

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

أريد به تمثيل حال احتياج القلوب المؤمنة إلى ذكر الله بحال الأرض الميتة في الحاجة إلى المطر ،
وحال الذكر في تزكية النفوس واستنارتها بحال الغَيث في إحياء الأرض الجدبة .  

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

أي حال الآخرة ما يخلو من هذين الأمرين:
إما العذاب الشديد في نار جهنم ...
وإما مغفرة من الله للسيئات وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله يحل من أحله به دار الرضوان ...
فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة. 
قال سعيد بن جبير :
متاع الغرور لمن لم يشتغل فيها بطلب الآخرة ،
ومن اشتغل بطلبها ..
فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه. 

🍃💌🍃 قال تعالى :
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

( وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ )
إن قيل : كيف خاطب الذين أمنوا وأمرهم بالإيمان وتحصيل الحاصل لا ينبغي؟
فالجواب من وجهين :
أحدهما أن معنى آمنوا داوموا على الإيمان وأثبتوا عليه ،
والآخر أنه خطاب لأهل الكتاب
فالمعنى : يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،
ويؤيد هذا قوله : { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } أي نصيبين ،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي » الحديث.  

        🍃💌اللهم ..💌🍃
           اغفر لنا وارحمنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire