Nombre total de pages vues

samedi 1 octobre 2016

تأملات في بعض آيات الجزء السابع عشر

(( تأملات في بعض آيات الجزء السابع عشر))

🍃🌸 قال تعالى :
*(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)

ومن عَلِم اقتراب الساعة؛
قصر أمله،
وطابت نفسه بالتوبة،
ولم يركن إلى الدنيا،
فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب، وكل آت قريب، والموت لا محالة آت،
وموت كل إنسان قيام ساعته،
والقيامة أيضا قريبة بالإضافة إلى ما مضى من الزمان،
فما بقي من الدنيا أقل مما مضى. 

🍃🌸 قال تعالى :
*(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم
نهيٌ عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم،
ونهيٌ له أن يتصدى لذلك.   

🍃🌸قال تعالى :
  *(خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ)

واعلم أنه لا إشكال في قوله تعالى:
"خلق الإنسان من عجل"
مع قوله "فلا تستعجلون"
فلا يقال: كيف يقول: إن الإنسان خلق من العجل وجبل عليه، ثم ينهاه عما خلق منه وجبل عليه؛ لأنه تكليف بمحال! ؟
لأنا نقول: نعم هو جبل على العجل،
ولكن في استطاعته أن يلزم نفسه بالتأني، كما أنه جبل على حب الشهوات مع أنه في استطاعته أن يلزم نفسه بالكف عنها.  

🍃🌸قال تعالى :
*(وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)

ووصف القرآن بالمبارك يعمّ نواحي الخير كلها؛
لأن البركة زيادة الخير،
فالقرآن كلّه خير من جهة بلاغة ألفاظه، وحسنها،
وسرعة حفظه،
وسهولة تلاوته،
وهو أيضاً خير لما اشتمل عليه من أفنان الكلام،
والحكمة، والشريعة،
واللطائف البلاغية ...
وبذلك اهتدت به أمم كثيرة في جميع الأزمان،
وانتفع به مَن آمنوا به، وفريق ممن حرموا الإيمان؛
فكان وصفه بأنه مبارك وافياً على وصف كتاب موسى- عليه السلام-
بأنه فرقان وضياء.

🍃🌸قال تعالى :
*(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)

اختلف؛ كيف بردت النار؟
فقيل: أزال الله عنها ما فيها من الحرّ، والإحراق،
وقيل: دفع عن جسم إبراهيم حرها وإحراقها مع ترك ذلك فيها،
وقيل: خلق بينه وبينها حائلاً،
ومعنى السلام هنا: السلامة،
وقد روي أنه لو لم يقل: { وسلاما }؛
لهلك إبراهيم من البرد.  

#التسهيل لعلوم التنزيل    
- وعن أبي العالية:
لو لم يقل الله: وسلاما؛
لكان بردها أشد عليه من حرها، ولو لم يقل: على إبراهيم؛
لكان بردها باقيا إلى الأبد.

#أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن .

🍃🌸 قال تعالى :
*(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)

(وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ)
وهذا شامل لجميع الخيرات من حقوق الله وحقوق العباد
(وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ)
هذا من باب عطف الخاص على العام؛
لشرف هاتين العبادتين،
وفضلهما،
ولأن من كمَّلهما كما أُمِرَ كان قائماً بدينه،
ومن ضَيَّعهما؛
كان لما سواهما أضيع؛
ولأن الصلاة أفضل الأعمال التي فيها حقه تعالى،
والزكاة أفضل الأعمال التي فيها الإحسان لخلقه.

#تفسير السعدي . 

🍃🌸 قال تعالى :
*(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

  أقر - لله تعالى-
بكمال الألوهية( لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ)،
ونزهه عن كل نقص، وعيب، وآفة ،(سُبْحَانَكَ)،
واعترف بظلم نفسه وجنايته (إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

#تفسير السعدي .

🍃🌸 قال تعالى :
*(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

والمعنى على كل وجه:
أن الله رحم العالمين بإرسال سيدنا محمد- صلى الله عليه وآله وسلم-؛
لأنه جاءهم بالسعادة الكبرى،
والنجاة من الشقاوة العظمى،
ونالوا على يديه الخيرات الكثيرة في الآخرة والأولى، وعلمهم بعد الجهالة،
وهداهم بعد الضلالة.

#التسهيل لعلوم التنزيل .

إن قيل: رحمة للعالمين عموم،
والكفار لم يرحموا به؟
فالجواب من وجهين،
أحدهما: أنهم كانوا معرضين للرحمة به لو آمنوا،
فهم الذين تركوا الرحمة بعد تعريضها لهم،
والآخر أنهم رحموا به؛
لكونهم لم يعاقبوا بمثل ما عوقب به الكفار المتقدّمون من الطوفان، والصيحة، وشبه ذلك.

#التسهيل لعلوم التنزيل .

🍃🌸 قال تعالى :
*(يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)

( يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ )
فيها إشكالان،
الأول: في المعنى؛
وهو كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع،
ثم وصفها بأن ضرّها أقرب من نفعها، فنفى الضرّ، ثم أثبته،
فالجواب: أن الضر المنفي أولاً يراد به ما يكون من فعلها؛
وهي لا تفعل شيئاً،
والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره.

#التسهيل لعلوم التنزيل .

🍃🌸 قال تعالى :
*(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ..)

ما من جماد إلا وهو مطيع للّه،
خاشع للّه، مسبح له،
كما أخبر اللّه- تعالى- عن السموات والأرض.

🍃🌸 قال تعالى :
*(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)

أي: ومن يجتنب معاصيه ومحارمه، ويكون ارتكابها عظيماً في نفسه؛
(فهو خير له عند ربه)،
فكما على فعل الطاعات ثواب كثير وأجر جزيل؛
كذلك على ترك المحرمات، واجتناب المحظورات . 

#تفسير ابن كثير .

🍃🌸 قال تعالى :
*(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)

قيل: شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع؛
بحيث تسقطه الريح ،
فهو هالك لا محالة،
إما باستلاب الطير لحمه، وإما بسقوطه إلى المكان السحيق،
وقال الحسن: شبه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل؛
فلا يقدرون على شيء منها .

🍃🌸 قال تعالى :
*(فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)

وقد أتبع صفة (الْمُخْبِتِينَ) بأربع صفات،
وهي:
وجل القلوب عند ذكر الله،
والصّبر على الأذى في سبيله،
وإقامة الصلاة،
والإنفاق .  

#التحرير والتنوير . 

🍃🌸 قال تعالى :
*(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

معناه:
أن العمى الضار هو عمى القلب،
فأما عمى البصر فليس بضار في أمر الدين .  

#البغوي .

🍃🌸قال تعالى :
*(فَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)

ووصفه بالكريم يجمع وفرته وصفاءَه من المكدرات .

🍃🌸 قال تعالى :
*(ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)

( إِنَّ الله لَعَفُوٌّ غَفُورٌ )
إن قيل: ما مناسبة هذين الوصفين للمعاقبة؟
فالجواب من وجهين،
أحدهما: أن في ذكر هذين الوصفين إشعاراً بأن العفو أفضل من العقوبة،
فكأنه حض على العفو،
والثاني: أن في ذكرهما إعلاماً بعفو الله عن المعاقِب حين عاقب.

🍃🌸 قال تعالى :
*(وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)

  فيكون قوله:
(وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ) امتناناً على الناس بالسلامة مما يُفسد حياتهم،
ويكون قوله (إِلَّا بِإِذْنِهِ) احتراساً؛
جمعاً بين الامتنان والتخويف. 

🍃🌸 قال تعالى :
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

-فعند استيفاء ما سيق إلى المشركين من الحجج والقوارع والنداء على مساوي أعمالهم؛
خُتمت السورة بالإقبال على خطاب المؤمنين بما يُصلح أعمالهم، وينوّه بشأنهم،
وفي هذا الترتيب إيماء إلى أن الاشتغال بإصلاح الاعتقاد مقدم على الاشتغال بإصلاح الأعمال.

#التحرير والتنوير .

-وتخصيصهما بالذكر من بين أعمال الصلاة؛ لأنهما أعظم أركان الصلاة،
إذ بهما إظهار الخضوع والعبودية. 

🍃🌹اللهم ..
أغننا بالافتقار إليك وارزقنا حسن الخاتمة🌹🍃

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire