{ 6 }
قالوا ..
(أهل الدعوة ليس عندهم العلم اللازم , وهم لايهتمون بطلب العلم , وكيف تصح دعوتهم بغيره , كما أنهم يقومون بهذه الدعوة ولديهم جهل كثير ويحتاجون الى طلبة العلم الذين يبينون لهم أخطائهم , الا أنهم لايرتاحون لذلك ولايرغبون فى المناقشة أو المباحثة معهم , ومع انتشار الجهل فيهم الى ماذا سوف يدعون ؟ وفاقد الشىء لايعطيه , كما أنهم لايتكلمون الا فى توحيد الربوبية , ولايعرفون توحيد العبادة أوالألوهية , وليس لهم اعتناء به , مع أنه أساس دعوة كل الرسل , وهو خلاصة التوحيد ...)
هلا تدبرتم هذا الكلام ؟
ذكرنا آنفا أن عمل الدعوة والخروج فى سبيل الله لنشر فضائل الأعمال فى الأمة , حتى يأتى فى المسلمين الطلب لتعلم علم الدين فى كل فرد منهم , كل واحد بحسبه , الكبير منهم والصغير , يشعرون بالحاجة للعلم والعلماء , كما يأتى عندهم الاستعداد للعمل به , والامتثال والتطبيق لكل مايسمعونه ,
فمقصود عمل الدعوة هو نشر جميع ماجاء به النبى _صلى الله عليه وسلم _ , أى أن نكون سببا فى امتثال وانقياد الأمة لكامل الاسلام علميا وعمليا , وهذا هو المقصود الحقيقى لعمل الدعوة , المتمثل فى احياء كل ما جاء به النبى _صلى الله عليه وسلم _ظاهرا وباطنا ,
وأما صورة عمل الدعوة من تفريغ الأوقات والخروج فى سبيل الله فى جماعات والتجول على عموم الناس , فهذا كله انما هو وسيلة لتحقيق هذا المقصود , وكما أن قيام المبلغين بتعليم وتلقين عوام الأمة وبسطائها الشهادتين والوضوء والصلاة وسائر فرائض العين , فهى كتعلم الألف والباء بالنسبة لمنهج الدعوة الكامل , لذلك كانت طريقة التعليم والتربية التى يتم تعميمها على بسطاء الأمة فى عمل الدعوة , هى نفس الطريقة التى كانت سائدة فى زمن النبى _ صلى الله عليه وسلم _ , وهى طريقة التلقين والتلقى , وعلى وفق هذه الطريقة كان تعلم جميع أحكام الدين وتعليمه , فى عصر النبى _صلى الله عليه وسلم _, والطرق والوسائل الأخرى االتى استحدثت يعدها مثل التأليف والتصنيف , ونشر الكتب وغيرها , انما أحدثتها الحاجة والضرورة , فظن بعض الناس أنها هى الأصل , ونسوا فضل طريقة العهد النبوى , مع أنها هى الأصل والأساس لكل وسائل التعليم المعاصرة , وهذه الطريقة يكون معها أبلغ الأثر , فى نفوس العامة والبسطاء من الأمة .
فتعلم العلم أثناء الخروج فى سبيل الله على نوعين :
أولا : التعليم العملى : حيث يتعلم الخارجون الجدد فى سبيل الله تعالى , أحكام الشرع الواجبة عليهم على التعيين عمليا من القدماء فى الدعوة عن طريق المحاكاة والتقليد , حتى تستقر وتثبت فى النفوس كل ذلك فى فرائض العين المختلفة ، مثل الوضوء والصلاة والطهارة والصوم والحج ، وهذا معلوم تواترا ، أن معظم الجماعات التى تخرج فى سبيل الله تجعل عند الوضوء من يلاحظ القادمين من الخارج للوضوء ، فان كانوا لا يحسنونه ، يقومون بتعليمهم الوضوء باللطف والحكمة ، بقولهم دعنا نتوضأ كما كان يتوضأ النبى - صلى الله عليه وسلم -...
كذلك كثيرا ما ترى أحد الدعاة جالسا بجوار آخر من القادمين من الخارج ، يردد معه التشهد لأنه لا يحسن حفظه حتى يتقنه ، أو الفاتحه أو غير ذلك من الواجبات الكثيرة ، التى تنتقل من أهل الدعوة الى عموم الأمة ، عن طريق التلقى المباشر ومكثهم معهم فى بيئة الخروج , كذلك يتم تعليم السنن والأذكار النبوية بنفس الترتيب ، وعموم القربات التى تتخلل اليوم الكامل الذى يقضيه المسلم أ ثناء الخروج ، فيتعلم آ داب الطعام والنوم وقراءة القرآن ، كل ذلك عمليا كما كان النبى _صلى الله عليه وسلم_ يعلم ذلك لأصحابه بقوله : (صلوا كما رأيتمونى أصلى )
وقوله _ صلى الله عليه وسلم _ ( ألا أنى أ صوم وأفطر ، وأقوم ، وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى )
وقوله_ صلى الله عليه وسلم _( توضؤا بسم الله ) ثم يشرع _صلى الله عليه وسلم _فى بيان الوضوء أمامهم ودعوته _صلى الله عليه وسلم _ لأصحابه أن يتعلموا منه مناسك الحج عمليا أثناء حجه معهم فى حجة الوداع وذلك بقوله : ( خذوا عنى مناسككم )
ثانيا : التعليم النظرى : وهو على نوعين :
أولا : التعليم الجماعى عن طريق حلقة التعليم اليومية التى تمتد لثلاث ساعات يوميا وهى على اربعة أقسام :
1- تعليم القرآن الكريم بتصحيح الفاتحة واالقراءة للسور الأخيرة من القرآن , بمقدار عشر سور وهى اللازمة للصلوات الخمس لكل مسلم حتى تصح صلاته باتقانها وتصحيحها , سواء أكان المتعلم عربيا أم أعجميا وحاجة العجم لذلك أشد .
2- تعلم وقراءة حديث النبى صلى الله عليه وسلم من الكتاب النفيس ( رياض الصالحين ) للامام النبوى , فى أبواب الفضائل والأخلاق والمعاملات والمعاشرات , حتى يأتى فى القلوب الشوق والرغبة للأعمال , وهو الكتاب الذى أوصى به الامام الذهبى طالب العلم بقوله ,, فعليك ياأخى بتدبر كتاب الله , وبادمان النظر فى ,, الصحيحين ,, و ,, سنن النسائى ,, و ,, رياض النووى ,, و,, أذكاره ,, تفلح وتنجح .
3- قراءة ومدارسة حياة الصحابة رضى الله عنهم فى آخر اليوم , حتى ترتفع فينا الهمم لبذل الجهد والتضحية لنشر الدين , كما فعلوا هم ذلك رضى الله عنهم , وحتى ننتقل مما نحن فيه الآن , من النسبة البسيطة فى صفات الايمان الى ماكانوا عليه رضى الله عنهم من كمال الايمان والتقوى , فمع ذكر جهودهم وتضحيتهم يظهر لنا أن كل مانقوم به بجوار مابذلوه هو جهد متواضع قليل . فتتأهل الهمم والعزائم لمزيد من البذل والجهد والتضحية , تشبها بهم رضى الله عنهم .
4- تعلم الصفات الستة النى كانت بأكملها عند الصحابة رضى الله عنهم والتى بالسير عليها واحيائها فينا , وفى أمة النبى _صلى الله عليه وسلم _ يسهل علينا السير على أوامر الدين كلها ، وهذة الصفات هى :
1_تحقيق اليقين الصحيح على الكلمة الطيبة لا اله الا الله وحسن اتباع النبى _ صلى الله عليه وسلم _ .
2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع .
3- العلم مع الذكر .
4 -اكرام المسلمين .
5- تصحيح النية واخلاصها لله تعالى .
6 -الخروج فى سبيل الله والدعوة والتبليغ .
ثالثا : التعليم الانفرادى :
وهذا فى الوقت الذى لا يكون فيه أعمال جماعية أثناء الخروج فى سبيل الله ، ويكون بين الجدد والقدماء فى الدعوة ، كتعلم الطهارة أو الصلاة أو قراءة القرآن ، انفراديا بين الجديد والقديم ، هذه باختصار طرق التعليم أثناء الخروج فى سبيل الله، وهى نافعة مباركة لعموم وبسطاء الأمة ، حيث يستقيمون بها على الأحكام اللازمة فى حقهم بيسر وسهوله ، أما من أ راد تحصيل الأحكام بالتفصيل ، أو التوسع فى التعليم ، فيتم توجيهه الى دروس العلم من المتخصصين من العلماء بعد العودة من الخروج فى سبيل الله...
فعمل الدعوة مبنى على العلم ، والعلم ملك لله سبحانه وتعالى وقد أعطاه للعلماء ، ولكن عمل الدعوة لعموم الأمة ، فان كان أساسه العلم وهو عمل عموم الأمة وبسطائها ، فهم لا يستغنون عن العلماء وفى نفس الوقت لا يحاولون أن يدعوا بأنهم كلهم علماء ، بل اذا سألهم أحد المسلمين ، ولم يكن بينهم عالم ، فهم يوجهونه لقصد وطلب العلماء وسؤالهم ولا يتحرجون من ذلك ، وعبارتهم مشهورة بين عموم الناس وهى قولهم ( نسأل العلماء ) بخلاف غيرهم ممن خاض فى هذا الأمر بغير أهلية للبحث أو النظر أو الاستدلال ، حتى تجرأ البعض فتصدى لمسائل الكفر والايمان ؟ ونواقض الاسلام ، وهو لا يحسن معرفة نواقض الوضوء !. فانا لله وانا اليه راجعون ..
وعصم الله تعالى أهل الدعوة فى عمومهم من هذه الآفة ، وهى التقول على الله تعالى أو على رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ بغير علم ، والتصدى للفتوى والمسائل بغير أهلية . فلزموا حدهم ولم يتجاوزوا قدرهم , ولو كان حالهم غير هذا لكنا أول المعترضين عليهم فى ذلك ، لما فى الجراءة على الفتوى من غير المؤهلين من مفاسد عامة وشاملة ...
فاذا جاءت الرغبة للتعلم فى نية أحد المبلغين أو الدعاة ، فهذه رغبة محترمة وهى طلب العلم ، ولكن لابد من التشاور مع أهل الاختصاص ...
فقد لا يكون له صلاحية لذلك ، وأهل الاختصاص عندما يتصل بهم طالب العلم ، يبدأون معه ببداية ونهاية ، أما من يحضر هكذا فى جلسات المساجد ،بدون منهج وتحقيق ودراسة السنوات الطوال ولم يحصل علما من العلوم كاملا ،بل مجرد محاضرة يسمعها من هنا وهناك ، فاذا ما انتهت لا يدرى تحت أى علم من علوم الشرع هى تندرج ، وماذا قبلها وماذا بعدها ، وقد يكون المحاضر فى المحاضرة المقبلة يتكلم فى جانب آخر غير الذى سمعه من السابق ، وهكذا المحاضر الثالث ، فليس هذا ترتيب العلم ، بل قد يكون هذا من البعض ، شهوة كلام وشهوة سماع ..
نسأل الله التوفيق والسدا د على النيات الصالحات ...
فترتيب علم الدين ليس فيه اختراع ،فلو كان من يطلبه من العوام , فالعامى له فى ذلك طريق , وهو تعلم علم الفضائل حتى تظل العواطف للدين عنده متقدة وقوية , أما علم المسائل فكلما عنت الحاجة لطلبه ,
فاذا جاء وقت الصوم مثلا يلزمه فى آخر شعبان أن يطلب أحكامه من المتخصصين ، واذا كان عنده مال وبلغ النصاب وحال عليه الحول وهو مسلم بالغ عاقل يلزمه حينئذ تعلم الزكاة ... وهكذا الحج وبقيه فرائض العين ... الخ
وان كان يريد التخصص ، فله طريق آخر على ترتيب الخواص ، وفى هذا الطريق لابد من عالم متخصص ، ينقله من مرحله الى مرحله ، على حسب حاله ، وعلى حسب همته وطلبه ، فالعلم لابد له من طلب , والشاهد على ذلك حديث جبريل عليه السلام عندما سئل عن الاسلام والايمان ، وحديث المسئ صلاته عندما أمره النبى _ صلى الله عليه وسلم _ بقوله (ارجع فصل فانك لم تصل ) ورجع هذا الصحابى مرارا ولم يعلمه النبى _ صلى الله عليه وسلم _ ، حتى قال له يا رسول الله ( انى لا أعلم غيرها فعلمنى ) عند ذلك علمه النبى صلى الله عليه وسلم ، عندما وجد عنده الهمة لطلب العلم ...
فأهل الاختصاص هم الذين يحققون المسائل ...
أورد الامام الآجرى بسنده فى كتاب أخلاق العلماء ص 25 عن مجاهد قال : ( بينما نحن و أصحاب ابن عباس حلق فى المسجد . طاوس وسعيد بن جبير وعكرمة . وابن عباس قا ئم يصلى اذ وقف علينا رجل فقال هل من مفت ؟ فقلنا : سل فقال : انى كلما بلت تبعه الماء الدافق . قال قلنا : الذى يكون فيه الولد ؟ قال نعم . قلنا : عليك الغسل . قال . فولى الرجل وهو يرّجع قال وعجل ابن عباس فى صلاته ، ثم قال لعكرمة : على بالرجل وأقبل علينا فقال : أرأيتم ما أ فتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله ؟ قلنا : لا . قال : فعن رسول الله صللى الله عليه وسلم ؟ قلنا لا . قال : فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا : لا قال : فعمه ؟ قلنا :عن رأينا قال : فقال فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ) قال وجاء الرجل فأقبل عليه ابن عباس فقال أرأيت اذا كان ذلك منك أتجد شهوة فى قبلك ؟ قال لا قال فهل تجد خدرا فى جسدك ؟ قال لا . قال انما هذه أبردة يجزيك منها الوضوء )
قال محمد بن الحسين ( أى الامام الآجرى ) كيف لا يكون العلماء كذلك وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ) وأورد الامام الآجرى أيضا بسنده فى كتاب أخلاق العلماء عن أبى حفص أنه سمع أنس بن مالك يقول قال النبى صلى الله عليه وسلم ( ان مثل العلماء فى الأرض كمثل نجوم السماء يهتدى بها فى ظلمات البر والبحر فاذا انطمست النجوم يوشك أن تضل الهداة )
فاهل الاختصاص هم الذين يحققون المسائل , وهم نجوم السماء يهتدى بهم فى ظلمات البر والبحر , فاذا مافقدوا تحير الناس ....
ومن هذا الباب ماأخرجه أبوداود بسنده فى السنن عن جابر رضى الله عنه قال : ( خرجنا فى سفر فأصاب رجل منا حجر فشجه فى رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لى رخصة فى التيمم ؟ قالوا : مانجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء , فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبى صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال : قتلوه قتلهم الله ألا سألوا اذ لم يعلموا فانما شفاء العى السؤال , انما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب _ شك موسى _ على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ) .
أقول : ففى هذا الحديث أسند النبى صلى الله عليه وسلم القتل اليهم , لأنهم تسببوا فيه بتكليفهم لهذا الرجل باستعمال الماء حال وجود الجرح الشديد فى رأسه معتمدين فى فتواهم على ظاهر اللفظ فى قوله تعالى ( فلم تجدوا ماء ) .
لأن الاجتهاد والفتوى له شروط كثيرة , لابد من تحقيقها وتحصيلها أولا , وهى لم تكن لديهم ...
ثم بالغ صلى الله عليه وسلم فى زجرهم وتهديدهم بأن دعى عليهم بقوله ( قتلهم الله ) ثم أردف ذلك بقوله ( ألا سالوا اذا لم يعلموا فانما شفاء العى السؤال ) أى أن الجهل وعدم العلم والتحقيق داء , وشفاء ذلك السؤال والتعلم , قال الامام الخطابى : ( فى هذا الحديث من العلم أنه عابهم بالفتوى بغير علم , وألحق بهم الوعيد بأن دعا عليهم وجعلهم فى الاثم قتلة له ) .
أقول : فبعض الفتاوى من غير المؤهلين ضررها كضرر القتل , وأصحابها فى وصف صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم قتلة , زجرا وتهديدا لمن هذا حاله من أمة الاسلام الى قيام الساعة , لأنهم لم يكونوا على الأهلية التامة فى البحث والاجتهاد , فكلامهم قاتل للأمة , علموا ذلك أو لم يعلموا , وأقروا بهذا أو لم يقروا , ومن الناس من يكون كلامه ليس قاتلا لرجل واحد , بل ثمرة اجتهاده بغير علم , وفتواه بغير أهلية , يكون أثرها ونتيجتها قتل أمة , وبلدا كاملا من المسلمين ,
فالله المستعان وعليه التكلان فى حفظ عموم المؤمنين فى بره وبحره أجمعين ..
فالمنتقدون على أهل الدعوة عدم التعلم , والواصمون لهم بالجهل ,هل يقصدون بذلك فرائض العين ,من واجبات الايمان والطهارة , والوضوء والصلاة والصوم وغير ذلك , مما هو مشهور الوجوب ويقع على القرب ,؟؟؟
أم فرائض الكفاية وهى القدر الزائد على مايحتاج اليه المعين , من معرفة علم المسائل والفتوى والخلاف والتفسير والحديث .............الخ . ؟؟؟؟
ان كان المقصود الأول وهو عدم معرفتهم بفرائض العين على اختلافها , فهو باطل , لأننا نرى أن تاركى الصلاة مثلا يخرجون معهم , ويتعلمون منهم واجبات الايمان والطهارة والصلاة بالتفصيل حتى يتقنوها وكذلك غيرها من الفرائض ...
وان قصد الثانى , أى علم المسائل والفتوى والتفسير والحديث , فهو فرض كفاية للمستطيع , ولا لوم عليهم فيه فلايطالب به البسطاء فيهم , بل ان قام به العلماء منهم وهم كثير أو من غيرهم سقط عن الباقين , لن فرض الكفاية فعل البعض كاف فى الاتيان به ....
أما ذكر الخلافيات فترك البحث فيها أثناء خروجهم فى سبيل الله غرضه تأليف القلوب على الفضائل واجتماعها على الود , بدلا من تفرق القلوب ونفرتها من الخلافيات , مع عدم وجود الصفات الايمانية والعلمية والأخلاقية اللازمة عند البحث والمناظرة بحيث لاتؤدى الى هذه المفاسد .
وأختم ماسبق بتفاصيل زيارة لنا لاحدى البلاد الاسلامية مما يعد غالب سكانها من العجم غير الناطقين باللغة العربية عندما تم ترتيب زيارة لنا مع مسئول كبير ممن يشرف على الشئون الدينية والمساجد , وكان معنا اثنان من الأئمة من أهل الدعوة والتبليغ من أهل تلك البلاد , وهما يخطبان فى أكبر مساجد المدينة ويعرفان هذا المسئول وهو يعرفهما فلما دخلنا عليه وجلسنا ..
بادرنا بالسؤال : لماذا أهل الدعوة لايحسنون الخطابة , وتجويد القرآن التجويد اللازم من مدود متصلة ومنفصلة ولازمة واخفاء وادغام وغير ذلك من الأحكام , أى أنهم يقرءون القرآن بدون الأحكام ومخارج الحروف وهم يتحركون بالعوة فى المساجد ؟
ونظرت الى الامامين ليجيبا عليه ولكنه قال لى : أنا أريد الجواب منك أنت لامنهما ....؟
فلما خصنى بالسؤال قلت له : تريد منى أنا الاجابة ؟قال : نعم .
قلت له : قبل أن يخرج هؤلاء فى الدعوة , أين كان ايمانهم ؟ وأين كان قرآنهم ؟ وأين كانت صلاتهم ؟ !.....
قال : كانوا بعيدين عن الطاعة ولايحضرون فى المساجد .
قلت : فالدعوة لها فضل كبير فى تغيير هؤلاء , ونحن لم نر بدايتهم قبل الدعوة كيف كانت , كذلك نحن لانستطيع أن نتخيل قبل الدعوة , مامدى البعد والحيرة الذى كان فى حياتهم , ولأننا لم نرصد حجم المشكلة الكبيرة التى كانوا فيها قبل أن يتعرفوا على عمل الدعوة , حتى الآن نحن لم نتفطن الى قدر التغيير العظيم الذى طرأ عليهم , فنحن ننظر الى المساحة القليلة من الكوب الفارغة التى لم تملأ , ولايلفت نظرنا كون الكوب ممتلأ أو شارف على الامتلاء ..
نحن نريد ممن كانوا لوقت قريب تائهون فى الحانات أو الطرقات أو البارات أو مجالس الغفلة , أن يتحولوا فى لحظة فيكونوا مع السفرة الكرام البررة , وهو وصف الماهرين بالقرآن , ونعيب عليهم أنهم ليسوا كذلك , وأن الدعوة لم تغيرهم , ونسينا قبل الخروج والدعوة كيف كانوا ! ..
فقبل الدعوة هم كانوا لايستطيعون أن يتلفظوا بالكلمة ( لااله الا الله محمد رسول الله ) وصاروا الآن يتلفظون بها , ويعرفون معناها وحقيقتها ...
وقبل الدعوة ماكانوا يقرءون آية واحدة من الفاتحة , وهى ركن من أركان الصلاة , وقراءتها واجبة عند الجمهور [ ومن لم يقرأ بأم الكتاب فصلاته خداج خداج ] أى ناقصة , وقال صلى الله عليه وسلم [ لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب ] والآن مع حلقات التعليم فى الدعوة صاروا يحفظونها , وكذلك يحفظون معها العشر سور الأواخر من القرآن , بمعدل سورتين لكل صلاة ...
كذلك التشهد اللازم لصحة الصلاة , لم يتعلموه ويحفظوه الا بالتلقين فى حلقات التعليم أثناء الخروج , وهو ركن من أركان الصلاة , لاتصح بدونه , فضلا عن بقية أركانها وشروطها . وأنا أسألك سؤالا ....!
فقال لى : وماهو هذا السؤال ؟
قلت له : تعلم الخطابة وتجويد القرآن والمهارة فى ذلك وعلم القراءات , هل هذا كله فرض عين أم فرض كفاية ؟
قال لى هذا المسئول : تعلم الخطابة وتجويد القرآن وعلم القراءات فرض كفاية
قلت له : وفرض الكفاية اذا قام به مجموعة سقط عن الباقين , وأمامك الآن امامين اثنين من أكبر الأئمة فى هذا البلد , فهل نستطيع أن نسمع منهما كيف اتقان القرآن والخطابة عندهما ...
قال لى : لاحاجة لذلك , فهما من أجود الناس قراءة وتجويدا للقرآن والتكلم باللغة العربية الفصحى , والخطابة بها ...!
قلت له : وهما من أهل الدعوة والتبليغ , وغيرهما ممن يحسن التجويد والخطابة من أهل الدعوة فى بلدكم هذا ليس بقليل !
قال لى : ولكن عموم أهل الدعوة ليسوا مثل هؤلاء !
قلت له : الحد فى فرض الكفاية أن فعل البعض كاف فى الاتيان به , وأنت الآن تطلب فى فرض الكفاية فعل الكل وليس البعض , وهذا حد فرض العين الذى لاتغنى عين عن عين فى أدائه , وليس حد فرض الكفاية فأنت تطلب من كل عموم أهل الدعوة والتبليغ أن يكونوا علماء بعلم التجويد والقراءات والخطابة ....!
مع أن الضابط فى فرض الكفاية أن فعل بعضهم كاف , واذا قامت به مجموعة منهم سقط عن الباقين , فسكت هذا المسئول ولم يجاوبنى على الاعتراض السابق , فقلت له أنا أسألك سؤالا آخر ؟
قال : ماهو ؟
قلت : أيهما يجب أن يقدم عند المسلم , فرض الكفاية أم فرض العين ؟
قال : فرض العين مقدم على فرض الكفاية , وأولى لأى مسلم !
قلت : فالقائمون بفرض العين أرجح أم القائمون بفرض الكفاية .......؟؟
قال : القائمون بفرض العين .
قلت : فأهل الدعوة والتبليغ الآن قائمون بفرض العين فى عموم الأمة , وأنت تطالبهم بفرض الكفاية !
قال : وكيف ذلك ؟
قلت : يأتون بالناس من خارج المسجد لايعرفون وضوءا ولا طهارة فيعلمونهم ذلك عمليا حتى يتطهروا ويحسنوا الطهارة .
فتعلم الطهارة للصلاة والوضوء فرض عين أم فرض كفاية ؟
قال : بل فرض عين على المسلم البالغ العاقل ...
قلت له : بعد ذلك يجلسون معهم , وهم عجم لايحسنون قراءة الفاتحة أو التسبيح فى الركوع أو السجود ولا يحفظون التشهد فيلقنونهم كل ذلك حتى يعرفوه , وقد يستغرق تعلم الفاتحة أو التشهد معهم أياما , فيتحصلون على كل ذلك أثناء خروجهم مع أهل الدعوة , أو بمثابرتهم معهم الأيام الطوال , والساعات العديدة , ترديدا وتلقينا , فهل تعلم الفاتحة فرض عين أم فرض كفاية ؟
قال : بل فرض عين . قلت : والتشهد ماحكم تعلمه ؟ قال : فرض عين .
قلت له : والآن أغلب البسطاء من المسلمين انتشر فيهم سؤال غير الله تعالى , وتوجه الناس لغير الله عز وجل استعانة واستغاثة وتوكلا , ظنا منهم حصول المقصود بذلك ......!
فجاء أهل الدعوة ليصححوا مع عوام وبسطاء الأمة التوجه الى الله تعالى وحده , والتوكل عليه وحده , والاعتماد عليه لاسواه , ولهم فى ذلك عبارة مشهورة وهى قولهم عند أى حادثة ( نتوجه الى الله تعالى وندعو ) فهل احياء حقائق التوحيد وفطرة العبودية واخلاصها لله عز وجل وحده .....،
فرض عين أم فرض كفاية ...؟
قال : بل فرض عين .
قلت : فهل تعرف احدا يقوم فى عموم الأمة الآن باحياء فرائض العين الضائعة والعكوف على ذلك تعليما وتلقينا آناء الليل وآناء النهار الساعات والليالى الطوال , لكل من لايعرف ذلك من المسلمين غير الخارجين فى سبيل الله أثناء خروجهم ودعوتهم فى عموم الناس , وخروج الناس معهم ....
قال : بل هم الذين وفقهم الله للقيام بذلك .
قلت : فالآن أهل الدعوة فرائض الكفاية بعضهم قائم بها , وفرائض العين عامتهم قائمون بها . وينشرونها فى عموم أمة النبى صلى الله عليه وسلم فهل يحسن بعد ذلك أن نلومهم ؟
قال : بل الواجب شكرهم .
قلت له : احسن الله اليك من أجل انصافك . ...
وأزيدك فأقول : كثيرا ممن نقابلهم فى غير بلاد العرب لايستطيعون التلفظ بالشهادة , وعندما يأتون الى المسجد مع أهل الدعوة لايتركونهم حتى يحسنون ذلك , فهل التلفظ بالكلمة مطلوب أم غير مطلوب ؟
قال : بل هو أول المهمات والواجبات .
قلت : فالعاكفون على نشر الكلمة والتلفظ بها فى عموم الأمة , والنطق بالشهادة على وجهها الصحيح هم هؤلاء البسطاء من أهل الدعوة ...
ثم أنهينا زيارتنا مع هذا المسئول شاكرين له انصافه , مع شكره لنا على توضيح ماكان غائبا عنه من حقيقة عمل أهل الدعوة والتبليغ , وقيمة مايبذلون من جهد وتضحية , وأهمية أن يتعرف العاملون فى الحقل الاسلامى على حجم التغيير الايجابى الذى يقوم به هؤلاء البسطاء ...
وأقول : لمن له نية صادقة فى هذا الأمر , الانصاف يقتضى اذا أردنا المقارنة , بين بسطاء أهل الدعوة , وغيرهم من سائر المنتسبين الى العمل الاسلامى , أن نقارن النظير بنظيره ..فاذا أردنا المقارنة , نحن لانقارن بين مزارع يخرج فى سبيل الله , وبين عالم حديث من المنتسبين الى العمل الاسلامى , أو عالم فقه أو تفسير , أو أحد طلبة العلم المتخصصين و يقوم أحدهم بتسجيل شريط مع أحد البسطاء من أهل الدعوة ليظهر به حجم الفارق فى الخلفية العلمية والاستدلال ...!
بل الانصاف يقتضى أن نقارن الوصف بالوصف , والنظير بنظيره ...
أنت تريد أن تقارن بين عموم أهل الدعوة وغيرهم , نقول لك مرحبا , اجعل المقارنة بين هذا المزارع الذى تستشهد به من أهل التبليغ أو من البسطاء , وأى مزارع مسلم آخر مثله , منتسب لأى عمل أو منهج اسلامى , وفى أى بلد اسلامى , ولايخرج فى سبيل الله . ...
وانظر الى صفات كل منهما , فى محافظته على الصلوات فى الجماعة , وامتثاله للسنة ظاهرا وباطنا , وفى معاملاته ونصحه وأخلاقه ومعاشراته , وفى التزام أهل بيته وأسرته بآداب الاسلام , ثم بعد ذلك أذكاره , وقراءته للقرآن , وعموم عبادته لله تعالى , ونصحه ومحبته وشفقته على عموم المسلمين ..
واذا أردت أن تقارن بين عامل من البسطاء , من أهل الدعوة , فقارنه بعامل آخر مسلم فى أى بلد اسلامى , وهكذا فى سائر الحرف والتخصصات والصناعات .
عند ذلك سوف نجد الحكم فى غالبه , فى صالح أهل الدعوة ومعهم ...
حين نتعرف على القيمة الحقيقية التى يمثلونها فى عموم الأمة , وبين البسطاء فيها , أو حجم الثغرة التى يحفظونها على أمة الاسلام , فى ربوع المعمورة ..
فالأصل أن الضرر لايزال بالضرر , قال ابن السبكى , وهو كعائد يعود على قولهم { الضرر يزال , ولكن بلا ضرر } فشأنهما شأن الأخص مع الأعم . بل هما سواء لأنه لو أزيل بالضرر { لما صدق الضرر يزال }
ومن هذا فعل بعض المعترضين على عمل أهل الدعوة , بصرنا الله تعالى واياهم بعيوبنا , وألهمنا واياهم رشدنا , حيث يقومون بالصد عن سبيل الدعاة , بدعوى عدم العلم , أو أن بعضهم ليس له الأهلية اللازمة ليقوم بدعوة الناس فهو يخلط فى الآية والحديث , ويخطىء فى قراءة كلام النبى صلى الله عليه وسلم , وكل ذلك له نسبة من ضرر , حيث أن غير المجيد لتلاوة كتاب الله تعالى وحفظه , اذا تكلم به فأخطأ هذا ضرر , كذلك غير المتقن لحفظ أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم , الأولى له عدم التعرض لها فى كلامه ...
بل الثابت والمتيقن عن جميع مشايخ وعلماء الدعوة والتبليغ هو منع غير المجيد لتلاوة القرآن وقراءة الحديث من التعرض لهما أثناء كلامه , بل ان هذا الأمر من الأصول الثابتة فى التوجيهات والارشادات , التى تعطى وتلقن للدعاة أثناء استعدادهم للخروج والمشاركة فى الدعوة ..
فهذا الضرر ان وقع مع ذلك من البعض , بنسبته كيف كانت , لايزال بضرر أعظم منه , وهو ايقاف الدعوة ومعاداة أهلها , والصد عن سبيلها , ومنع أصحابها من أداء أمانة النبوة , بالحرص على الناس , وأن يعبد الله تعالى ويعظم فى أرضه , وأن يجلب النفع كل النفع لكل الناس بايمانهم ودخولهم الجنة , وأن يدفع الضرر , كل الضرر عن كل الناس بتبصرتهم والخوف عليهم وابعادهم عن النار ...اذ الضرر يزال , ولكن بلا ضرر , والضرر يزال , ولكن لايزال بالضرر , خاصة اذا كان الأمر يتعلق ببعض المنتسبين الى الدعوة , لا الى كل أهلها , وأن هذا الأمر يتعلق بمراحل تعليم الدعوة لبعض المبتدئين لفترة من الوقت , وهذه الفترة من التلعثم والخطأ ونسيان الآيات والأحاديث , عند مواجهة الناس , مرحلة قد مر بها أكثر العاملين فى مجال الدعوة من سائر المنتسبين الى العمل الاسلامى فى بداية طريق دعوتهم , فلا مجال للعيب على مبتدئين يتلمسون أول طريقهم , فى البلاغ والدعوة , وماهى الا مدة يسيرة واذا بهؤلاء يصيرون من افضل المتحدثين الى الناس , وقد رأينا ذلك ولمسناه فى الكثيرين , بل صار أمرا يقينا مستفيضا .لايحتاج الى اثبات وبرهان ...
فبقى من هذا الاعتراض أنها مرحلة زمنية , لازمة للتمرين والتدريب والتعليم لأمر الدعوة , وبعدها لن يوجد الاعتراض لزوال سببه ...
ونحن مع ذلك نقول : لاشك والله أعلم أن المصلحة المتربة على خروج هؤلاء العوام مع أهل الدعوة أعظم بكثير جدا من المفسدة التى تقع بسبب جهل بعضهم , ضف الى ذلك أن هؤلاء العوام الذين يقعون فى الخطأ هم بأنفسهم محتاجون الى الفهم والعلم والعمل , فلو أننا منعناهم من الخروج مع أهل الدعوة لترتب على ذلك مفسدة بالنسبة لهم , كتقصير بعضهم فى أوامر الله ,, وضعف بعضهم عن محاربة الهوى والنفس والشيطان الى غير ذلك من المفاسد ...
فنحن ننظر الى النتائج والثمرات التى نستخلص منها فقه المآلات , الذى يترجم لنا استناد الفقه الى المستقبلات , ففقه المآلات موازنة بين مصلحتين أحدهما مستقبلية والأخرى حاضرة , وموازنة بين مفسدتين أحدهما مستقبلية وأخرى حاضرة ...
ومن هنا ظهر أن العوام الذين يقعون فى الخطأ عند خروجهم لايتم علاجهم بمنعهم . وانما يتم الشفاء بتعليمهم وارشادهم فى داخل عمل الدعوة . وهذه مهمة كل طالب علم يخرج مع الجماعة من المنتسبين اليها أو غيرها ..
فالنفرة من المعاصى والتوحش من المخالفات , والأنس بالطاعات , هذه الصفات تأتى فينا بالبيئة الصالحة من الدعوة الى الله تعالى والتعليم والتعلم والعبادات والذكر , والتوحش من الطاعات والأنس بالمعاصى , والحقد والحسد والجدال والخصام وترك الصلاة وعقوق الوالدين هو تأثير صحبة الشيطان .
انا اذا وجدنا فى أنفسنا الضعف , وعدم القوة على امتثال أوامر الله تعالى وتعظيم السنة المشرفة نحن لانيأس , بل نخرج من البيئة الفاسدة الى البيئة الصالحة , نخرج من المكان الذى يصيبنا فيه الغفلة والمخالفة ويتسلط علينا فيه الشيطان , الى بيئة الطاعة والايمان . وصحبة الطاعة والايمان , ونتوجه الى استماع كلام الايمان . حتى تتقوى أرواحنا على طاعة الله تعالى , ونصبر أنفسنا فى مجالس الايمان وحلقات التعليم , ليحفظنا الله تعالى بنزول السكينة وغشيان الرحمة ومصاحبة الملائكة ( تحفهم الملائكة ) ونكتسب بهذه المصاحبة صفات الملائكة وهم ( لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون ) .
واذا ابتعدنا عن بيئة الدعوة ومجالس الايمان نقع فى حبائل الشيطان , ويصبح قريننا , وتظهر فينا صفات شيطانية من الحقد والغل والحسد والكبر ........ الخ .
لذلك نجتهد على أن نصبر أنفسنا على دعوة الايمان وتجديده . ومعرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم ) هؤلاء وصية الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم بالاقبال عليهم وأن يلحظهم بنظره الشريف . من غير التفات الى غيرهم أو النظر الى سواهم ....
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع , وأن يهدينا بنور العلم , فلايلتبس علينا فنضل . انه ولى ذلك والقادر عليه ..آمين .
Nombre total de pages vues
vendredi 27 mai 2016
علم أهل الدعوة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire