وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً
قال تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) طه (82)
ذكر الله سبحانه و تعالى في هذه الأية الأسباب التي تدرك بها المغفرة:
أولا: التوبة وهـو الرجوع عمـا يكرهه الله ظاهرا وباطنا. التوبة : هي الرجوع إلى الله تعالى ، والندم على ما سلف من الذنوب ، والإقلاع عن المعاصي ، والعزم الصحيح الصادق على ألا يعاود الذنب في المستقبل .
ثانيا: الإيمان، وهــو الإقرار والتصديق الجازم.
ثالثا: العمل الصالح، وهذا شامل لأعمال القلوب وأعمال الجوارح وأقوال اللسان.
السبب في ذلك أن الهداية هي أن تستمر على العمل الصالح وتستزيد منه
السبب الرابع : هو الاستمرار على الإيمان والهـداية والازدياد منهــا.
.
فمـن أكمل هـذه الأسباب الأربعة فَلْيُبْشر بمغفرة الله العامة الشاملة؛ ولهـذا أتى فيه بوصـف المبالغة فقال: (وَإِنِّي لَغَفَّار).وإني لَغفار لمن تاب من ذنبه وكفره، وآمن بي وعمل الأعمال الصالحة، ثم اهتدى إلى الحق واستقام عليه.وأمّا قوله: ﴿ ثُمَّ اهتَدَى ﴾، فالاهتداء يقابل الضلال، كما يشهد به قوله تعالى: ﴿ مَنِ اهتَدَى فَإِنَّمَا يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيهَا ﴾ (الإسراء:15)
.
يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] قال عبد الله بن عباس عن هذه الأية أنها: "أكثر آية في القرآن الكريم فرحًا"؛ لأنها تحث الناس على التوبة إلى الله مهما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم . ولكن الله تعالى أتبع هذه الآية بقوله: {وأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر:54 ]
.
فإن الله غفور رحيم لمن رجع إليه واستسلم له سبحانه فالإسلام هو الإستسلام لله تعالى ومن استسلم لله تعالى فعل أوامره واجتنب نواهيه وكان أمره كله لله فليس له في نفسه شيء ، ثم قال المولى سبحانه {واتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الزمر:55] فإن من أناب إلى الله ورجع إليه وسلَّم أمره له سبحانه ليس له طريق إلا اتباع ما أنزل الله من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فهما الطريق الوحيد الموصلة إلى الله سبحانه، ومن اتبع غيرهما أو زاد عليهما أو نقص منهما شيء ضل وزل في الدنيا والآخرة إلا أن يتوب ويرجع إليهما مرة أخرى.
.
فياعباد الله إن رحمة الله واسعة وفضله عظيم ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ فهيا بنا نرجع إلى الله ونتوب إليه ونستغفره مما نعلم ومما لا نعلم والله غفور رحيم تواب كريم.
🌷 لا تتردد فى نشرها بين اصدقائك 👈 فالدال على الخيرِ كفاعله !
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire