Nombre total de pages vues

lundi 7 novembre 2016

قصة لقاء موسى عليه السلام مع العبد الصالح ( قصة من قصص في سورة الكهف )

في سورة الكهف الله سبحانه وتعالى يقص علينا قصة لقاء موسى مع عبد من عباد الله علمه الله من لدنه علما.

فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا

ويتبعه موسى ويقوم العبد الذي عنده  علم  بثلاثة أفعال.

أول فعل هو خرق السفينة:

فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا

ثاني فعل هو قتل غلام:

فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا

ثالث فعل هو صيانة جدار على وشك ان ينقض:

فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا

وفي كل مرة كان موسى يبدي تعجبه وإعتراضه على ما فعله العبد العالم. وبعد المرة الثالثة شرح عبد الله لموسى أسباب الثلاث أفعال قبل ان يفارقه.

قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

من الملاحظ ان في خلال الشرح استخدم عبد الله ثلاث صيغ مختلفة تماما لكل فعل من الأفعال الثلاثة. من المؤكد ان هذا العبد الذي علمه الله لم يستخدم هذه الصيغ عشوائيا ولكن هو إستخدم هذه الصيغ بكل دقة.  ماذا نستطيع ان نتعلم مع موسى من هذا العبد العالم الذي علمه الله من لدنه علما؟

بالنسبة  للفعل الأول وهو خرق السفينة إستخدم صيغة المفرد المتكلم (أردت).

أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ
فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا

في الفعل الأول العبد العالم إستخدم صيغة المفرد المتكلم (أردت). في هذه الحالة كان خرق السفينة إرادته وحده. وأي شخص ذكي يعلم ان هناك ملك يغتصب  كل السفن كان من الممكن أن يلجأ إلى حيلة إحداث عيب مؤقت فيها لكي لا يأخذها الملك الظالم. هذا يحتاج ذكاء وفطنة ولكن لا يحتاج معرفة الغيب أو المستقبل.

بالنسبة  للفعل الثاني وهو قتل الغلام إستخدم صيغة الجمع المتكلم (خشينا - أردنا)

وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا
فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا

في الفعل الثاني وهو قتل الغلام فجأة يتحول كلام العبد العالم إلى صيغة الجمع المتكلم (خشينا – أردنا( . ولكن من هم الجمع في هذه الحالة؟ الله سبحانه وتعالى لا يخشى أي شيء. إذا بالتأكيد صيغة الجمع لا تشمل الله سبحانه وتعالى. إذا من هم هؤلاء الذين عاونوا العبد العالم ويعلمون المستقبل وبالتالي خشوا وأرادوا؟ إذا بحثنا في القرآن سنجد مثال آخر على مجموعة معينة تعلم ما سيفعله الإنسان من طغيان في المستقبل:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

الذين علموا ان في المستقبل الغلام سيرهق أبواه طغيانا وكفرا هم من نفس نوع الذين علموا ان في المستقبل الإنسان سيفسد الأرض ويسفك الدماء. هؤلاء هم الملائكة كما رأينا. إذا الفعل الثاني لم يكن إرادة العبد العالم وحده كما في الفعل الأول ولكن كانت إرادته هو والملائكة. والذي خشى وأراد هذا الفعل لم يكن الله سبحانه وتعالى الذي بالتأكيد لا يخشى أي شيء. إذا موسى كان على حق في الإعتراض على هذا الفعل من قتل النفس. الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان خليفة الأرض وليس الملائكة.

بالنسبة  للفعل الثالث وهو صيانة أو إقامة الجدار إستخدم صيغة المفرد الغائب (أراد ربك)

وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا

الفعل الثالث وهو إقامة الجدار لم يكن إرادة العبد العالم ولكن كانت إرادة الله سبحانه وتعالى ولذلك بالنسبة لهذا الفعل الثالث عبد الله يقول: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي.

________

**تنبـيه هام:
هذا البحث يقدم اجتهاد وفهم حالي للآيات. أرجو من الجميع ان يتبدروا الآيات الكريمة بنفسهم ويجتهدوا بإستمرار للوصول إلى فهم أفضل للقرآن. وعسى ان أولادنا يصلوا إلى فهم أحسن من فهمنا ان شاء الله.

كتاب "الإسلام من القرآن" يوضح مفاهيم مثل الحج والصلاة من القرآن. الآن يمكن تحميل نسخة مجانية إلكترونية كاملة من الكتاب من على هذا الموقع:
www.quran4peace.org

أيضا زوروا صفحتنا على الفيسبوك:
www.facebook.com/quran4peace

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire