*لا أعلم *
عندما إحمرت الشمس و سماء بكت على ضياع جمالها في النهار إبتسم القمر ليقول لها *أنا زينتك في ليلة التائهين فلما كل هدا الحزن و لما كل هدا الكم من طاقة السلبية ..* لا تزال تائهة تلك السماء في كلمات لم تود أن تسمعها و لكنها كانت مثل كحول الذي يؤلم و لكن يعقم الجرح ...
كانت شوارع باهتت اللون في آخر يومها من تلك السنة . سنوات من أمطار و حزن و ضياع بين تائه في حلم و بين رسائل تجعل تفكيرك يسبح بعيدا عن هذا العالم ... هل جربت و قلصت مسافة؟
لا لم تستطع ... نعم كانت رواية و ستبقى و سأبقى تائه حتى يأتي القدر و يبحث عن شاب الذي تاه في عالم الأحياء ....
بين شوارع أودين كانت قد توغلت في عالمها و الماضي و نوستالجيا تجعلها أنثى متمرد . أعين . نعم تلك الأعين إمتلأت حزنا بماضي أسرها لما لا تتلكم في هته اللحظات هل هناك شيء يأسرها في داخلها أم مــاذا ؟ قلب أنثى غامض لن تفك شيفرة واحدة منه . تجرع من كوب قهوتك العربية و كفاك تحديق في أشياء لن تنفع و لن تضر فقط تجعل منك تائه معها .... كانت خطوات بعد جلسة في مقهة البريد المركزي . صوت كعب صداها كان يتغلغل داخلي رويدا رويدا ...
إرتمت بنظراتها لي و تفوهت بكلمات لم تصل لآذاني الفوضى كانت تحيط بنا .. آخر يوم من سنة الكل يود أن يبوح بما لديه في قلبه و جعبته و لكن بأي طريقة ...
- تتذكر ؟
- ماذا ؟
- تلك المحطة . كان يومها يوم ممطر و قد أعطيتني كتاب غربة ياسمين .. عانقت يدي أصابعك كانت متجمدة من البرد و لكنك كانت تشتعل نار حينما تفوه أحدهم معي بكلمات بديئة ...
- لا تزالين على صلة بالماضي و لم تنسي تلك اللكمات و ذلك الكتاب و اليوم و كل شيء عنه .
- كيف لي أن أنسى شيء أصبح من تاريخ . سابع و العشرون كتب فيه مآسات أنثى و مآسات بطعم فرح ... عندما تصبح الأنثى ضعيفة . تفعل كل شيء من اجل تخلص من الحزن و لو كان على حساب نفسها ... نعم . والدي ضحى بي بسبب أعراف و أنا أيضا كنت مثل البلهاء ضحيت بكل شيء من أجل لا شيء ..
كنت مغفلة . حينها ... أردت نسيان شاب كان يدرس معي فقد أسرني و لكن لم يأسرني كما أسرني أحدهم ... أردت النسيان و لكن زادت ذاكرتي تذكرا و أصبحت تائهة أكثر ...
إبتسمت حتى أخفي حزني في ذلك اليوم ... نعم يومها أرسلت لك رسالة في ثامنة صباحا .. لم أنم تلك الليلة ... جالسة في غرفتي . أقلب في صفحات كتاب الذي أهديتني أياه و أعيد قراءة تلك الجمل التي سطرت عليها ... أعيد نظر لها ... عدت لبريدي الإلكتروني تلك الرسائل لا تزال ذكرى ... أنظر لثوب أبيض و سريري . كنت تلك الفتاة الصغيرة التي تعشق اللعب في أحياء بلكور و لا تبالي أبدا بما يجول حولها أركد بقوة و أعانق صديقاتي و ألعب كرة القدم مع أبناء الحي و انام بعمق و اليوم سآغادر هدا المكان و لأي مكان . مكــان يبعد عن هدا الوطن بآلاف كيلومترات ... تــذكرت أنني كنت كاذبة و لأولة مرة أخون نفسي بنفسي ... أمسكت هاتف كان لا بد من إرسال تلك الكلمات التي عشقت أضلع صدري . أخرجتها مرغمة ... ساعات و دقائق تمر . لا أريد البكاء و لا أريد أن أذبل هنا ... فقد قبلت بكل شيء و عليا تحمل كل شيء . آخر دقائق لي في غرفتي إنتهيت من إرتداء ملابسي . و الآن سأغادر هته الغرفة ...حرقة في قلبي تشتعل .. تلك الدمية الصغيرة أتذكر جيدا يومها كنت في سن رابعة سرقها طفل مني أعادها لي طفل من الحي كان يكبرني بسنة كان من أبناء الحي منذ دلك اليوم أصبح بطلي و لكن تغير كل شيء فقد غادر الحي لوجهة مجهولة و أصبح مجرد ذكرى في أعين دمية إسود لونها ... إرتديت برنوس و أسير ببطئ خارج هدا المنزل ...ضاع كل شيء و الماضي أصبح مجرد شيء لن تعبثي به ..
زغاريت كانت تتعالا في كل مكان ... لم أستطع كبح نفسي .... تساقطت أول دمعة و أنا أضع رجلي خارج العمارة التي كبرت و ترعرعت فيها ... كنت على يقين بأنك ستأتي و لكن لم أستطع رفع رأسي لأنني كنت قد خسرت كل شيء في هدا الوطن و هدا العالم لا بد من رحيل ...
إنتهى كل شيء حينما أقلعت في أول طائرة كانت وجهتها نحو بريطانيا . كانت نظراتها منصبة في جسدي و لم يكن ينظر لأعيني أبدا ... شعرت بتلك أنامل التي لا طعم لها و هي تمسك يدي و تجرني و كأته فرح مزيف ... ةصلت للمنزل أين سأقيم ... شارع في وسط مدينة مانشستر
بداية جحيم في ليلة لم أرى مثلها ... يتحدث ببرودة و يمسك بيدي و يقول * هذا مطبخك و هته هي أوانيك و هته هي عسالة و هته هي منشفة * شعرت و كأنني عاملة و لست أنثى التي أحبها و أتى لخطبتي .... الأيام كانت كفيلة بكل شيء ......
لا زلت اتذكر تلك الأيام كيف لشابة مثلي أن تنحني للماضي و تتنازل عن كل شيء من أجل لا شيء بسبب غباء ... لم يكن في جعبتي سوى القليل من سنوات و أصبح طبيبة و لكنني تخليت عن كل شيء ... هكذا كنت قد حكمت على نفسي بالإعدام ...
كانت أعينها تمتلئ حزن و أسى و لكنها بقوة تشد قميصها و تبتسم بعد نهاية كل جملة و كأنه تود القول . لا أعلم و لكنني سعيدة كوني في هدا المكان الذي أعاد لي روح ...
- لا تكملي نيبال . أرجوكي . لست هنا من أجل أن أنظر لهته الأنثى و هي تذبل فقد أسقطت الكثير من أوراق كفاها لأنها ستفقد جمالها ...
إبتسمت و أغمضت تلك العيون التي غمرت بدموع و تأرجحت بين كلتى يداي و همست بكلمات ... و نفس عميق ... لقد تعبت تعبت أريد أن أكمل الحياة فكيف ذلك ...
- كوني صادقة مع نفسك ... واجهي الواقعة و لا تتماطلي في دلك ...
ليست نيبال التي إلتقيتها أول يوم في مكتبي و تبتسم و تجيد تغاضي عن كل حزنها من أجل أن تبتسم ... ليست نيبال سابع و العشرون و لست نيبال التي عرفتها ... أنت الآن أم هناك طفلة تنتظر هته الأنثى أن تعلمها تجارب الحياة ... عليها أن تقص لها كيف كانت غبية بسبب كبرياء . كوني قوية و عودي لحياتك . أنا مجرد عابث في هده الحياة . مجرد طبيب نفسي زرته يومها و أصبح شخص من اشخاص الذين تحبينهم و لكنك فشلت في البوح بذلك و انا كذلك ... دعينا نواصل الحياة كأصدقاء ... أنا فخور بك . لأنك حطمتي أول جدار في الحياة جدار الكبت العاطفي و جدار الصمت الرهيب أصبحت أنثى متمرد تريد العيش من أجل أن تعيش بكرامة ....
دعيني نواصل الطرق فقد تعبت من الوقوف هنا ...
كانت مسيرة طويلة و صمت لم أود الحديث ... فقط واصلي في صمتك فقد بحتي بكثير من الألم و الآن لصمت أحرف تتجول في داخلي لا داعلي للحديث ...
كانت تلك الطفلة الصغيرة تزحف بين رفوف المكتبة و تصرخ بصوت طفولي و صابرين جالسة تراقب في تلك الطفلة الصغيرة ...
- أهلا بتائهين ...
ترحيب من صابرين كان جميل ..
- شكرا لك أيتها التائهة في ماضيها و حاضرها ...
إنفجرت بالضحك ...
-صابرين : ماذا .. هل ستقضون ليلة رأس السنة في مطعم أم أين ؟
- سنقضيه كأصدقاء و عائلة واحدة مع العم و معك و مع هته الطفلة الصغيرة ...
تحمست كثيرا و صرخت بصوت عالي ...و كأنها طفلة صغيرة أخبرتها بأنك ستصطحبها معك لجولة ..
غادرت المكتبة ذهبت لشراء بعد الحلويات و طعام من أجل العشاء .... إشتريت كل شيء يلزمنا . في طريقي للعودة تذكرت أخي و العائلة و المدينة و لك شيء ... وضعت سماعات و إتصلت بالمنزل ... يرن و يرن ..
- ألو ... من هناك
- مهدي مهدي أختي هدا أنا ...
-ياااااااااا مهدي مهدي ماما أجري أجري ....
شعرت بشيء من أدريلانيل يتدفق في لساني للحديث ..
- وليدي . كيف حال عندك . توحشناك ...
- و أنا أيضا أمي . كيف حالك و كيف حال العائلة و أبي ...
- بخير بخير . كلهم بصحة جيدة ... كنا ننتظر إتصلاك ...
- عذرا أمي مشاغل الحياة أغرقتني في آونة أخيرة ...
- لا بأس ... ما يهم هو أنك بخير ...
- أمي أتمنى لكي سنة سعيدة و لكل العائلة . لن أطيل عنكي
- شكرا لك إبني ... كن كما عهدتك يا بني ...
- حسنا .. وداعا ...
إنقطع إتصال شعرت برائحة تلك المدينة يتجول في صوت والدتي و أختي الصغرى ...
عدت للمكتبة و جدت صابرين و نيبال منغمصين في حديث لا أعلم و لكن كان حديثهم حزين و سعيد نفي نفس الوقت.. حديث إناث يحمل بعض من غموض في بعض الأحيان ...
كانت تلك الطفلة الصغيرة قد إستسلمت للحياة و نامت بعمق ...... أخدت كتاب من المكتبة و أغلقنا أبوابها . كنت احمل كل شيء و أسير قبلهم ... هل حقا الحياة حلم ام ماذا ؟
حقا هدا العالم غريب بأتم معنى الكلمة و مع ذلك لا أعلم شيء عنه .....
كل خطوة تقودك لتسحيل هته الأيام لتكون أيضا من الماضي ....
لا أعلم ......
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire