Nombre total de pages vues

samedi 13 août 2016

إنها سنة مولدي 1965

صفحة 65 * لا أعلم *
إن لم يك هناك شمس في اليوم الموالي . تذكر الحياة قد إنتهت من غبائك و سئمت من تفكيرك السطحي و أصبحت  تعشق شخص آخر تود أن تصحبه معها لأمكان جميلة . لما كل هدا الإنطواء الروحي الذي يصيب البشر دائما ... لا أعلم . أبحث دائما عن جواب و لا أعلم لما لا يوجد جواب .. يبدوا أن تلك الدراسات لم تعد تنفع في شيء ... تلك الشهادات و أيام لم تعد تنفع ... لقد عملت في مجالات مختلفة و إحتكاك بالناس كان له دور في تعبئة الكثير من أفكار للحياة ...
مجرد القول أنني عملت في مكتب مستقل و حطمت لافتت التي  ألسقتها بجدار الشارع كتب عليه طبيب نفسي مهدي ... لم تعد اليوم سوى إطار بلا عنوان .. هي الحياة و أنت صاحبها ...
حتى عندما كنت أسير قبلهم كانت روح تلك أنثى تتبعني بأعينها التائهتان .. . صوت غيتارة في آذني أتذكر جلسات الحي مع أبناء الحي . تلك الأيام .. لقد مرت عليها سنوات . الكل إنصرف لحياته البائسة لم أكن أتوقع أن أصبح يوما من أهل العاصمة أو شخص تائه مثل اليوم يسير بدون أي تفكير فقط يريد تحديق في أنثى طليقة رجل و لديها إبنة و لكن نفس الشعور و نفس النظرات لم تتغير لما ؟ لا أعلم ... نسير نحو المنزل .. الشمس بدأت تسدل ستائر . أنوار المنازل بدأت في حياكة قصة اليوم ... الضحك و إبتسامة و الوشوشة في آذان و كأنني لا أسمع شيء ... إنها الأنثى حينما تلتقي بخليلتها و تجعل منها روحانية ...
- مهدي  . هل  لا زلت متمسك برأيك ؟
- عن أي رأي تتحدثين ؟
- يبدوا أنك نسيت ... متى ستتزوج أنت تقارب الثالثينات و أصبحت رجل بإمكانه تحطيم جدار الصعوبات و تكوين أسرة مثقفة و لا بأس بها ...
- لا كانت لا تقدمت لفتاة و خطبتها  و تزوجت و لكنني لم أفعل و لذلك لا تسألي مرة ثانية أرجوك ...
كانت نيبال صمت وتتبع بأعينها الحديث الذي كان يدور بيني و بين صابرين ... 
ثم حركت شفاهها و تحدثت ...
- عليك أن تمضي في حياتك مهدي لا تنتظر مني أي شيء ...
.- و من قال أنني أنتظر منك شيء ؟ أنا أعيش بطريقتي و في آخر المطاف القرار يعود لصاحبه 
لا ترتكب الخطأ الذي إرتكبه من قبلك هكذا أمني النفس دائما . هل فهمتي ... لا أريد أن أرتبط و أتزوج بفتاة همها الوحيد هو كيلوغرام من الدهب و ملابس و سيارة و منزل و معاشرة و حديث في أشياء تافهة ... أريد أن أرى أنثى تجيد الحديث و تجيد معاملة أحاسيسي بعد العودة من العمل حينما أنظر لها أرتاح عاطفيا لأنني أجد أنثى  تسكب لي قهوة  في كوبي المفضل و تمسح بيديها  ناعمتان على شعري و تبوح بكلمات لن يجيد فهمها سوى تائهنا مثلي و مثلها  و تهمس بكلمات * كتابك  تركته مرمي على الأرض ليلة البارحة لا تكرر تلك الفعلة لأنه صديقك و عليك أن تحترمه ....* 
إبتسمت كل من نيبال و صابرين و تفوهت صابرين :تلك الأنثى لها حظ في هدا الرجل التائه 
ثم نظرت نيبال بأعين متلاشية النظر : لقد أحرقت قلبي بكلماتك و كأنني في رواية لن تنتهي .
- هيا واصلا السير الليل حل و نحن لا نزال في الطريق و الجو أصبح يزداد برودة دعونا نسرع العم في إنتظار ... وصلنا للبيت .. كان جالس في كرسيه المعتاد و يطل من شرفته التي تطل على بحر و ممسك كتابه و سيجارة في يده و كوب قهوة أعده بنفسه .. و تلك النظرات القاطعة .
-صابرين : ستكون نهاية سنة جميلة ستبقى عالقة في جدران هدا البيت ...
نظر العم لها و إبتسم ... إشتقت لرؤية بيتي يعج بناس . مرحبا بكم ... جلست أمام العم و كانت كل من نيبال و صابرين يعدان العشاء ... ممسك بتلك الطفلة صغيرة في أحضاني و انظر لها ....
كانت صامت طوال الوقت لم تبكي و لم تتحدث بأي كلمة من كلمات الأطفال المبهمة . تنظر لي جيدا و تحدق في جيدا  لم أستطع حتى الحديث بقيت أنظر لها  ... إنها قطعت من روح أنثى كانت يومها تحدق بي حتى تلاشت نظراتي عنها و لم ألتقي بهته النظرات إلا بعد سنة  ...
نظر لي العم ... إنها تشبهك ؟
- من  ؟
- أنت تعلم من هي ؟ 
- إبتسمت . لا أعلم و لكن لا أستطيع الجزم ...
- أعينك تقول الكثير في هته اللحظات مهدي لا تحاول إخفاء هته الكلمات بصمته بح بكل ما لديك في ليلة .. هل تعلم يا مهدي كنت مثلك كنت حديث زواج .. كانت ليلة رأس السنة في هدا المكان بضبط جالس برفقتها كنا قد تناولنا العشاء و كانت ممسكة بورقة و تعد في مقالة للغد ... كانت مرهقة من العمل ... كان العمل هو من يفرقنا و يجعلنا نبتعد عن بعضنا البعض و لكنها لم تتخلى عن واجبها المنزلي .... أتذكر أنني أمسكت تلك الأوراق و وضعته جانبا و أمسك بيديها و نظرت لها كانت دقات قلب تتسارع و كنت أخشى أن أسقط في كلمات المسرحية ... كانت كلمات بسيطة و قصيرة و لكنها كانت طويلة المدى * إستمتعي بآخر ساعات من سنة و كوني تلك الأنثى التي عرفتها ...*  نظرت لي و أسقطت القلم من كلتا يديها و إبتسمت و عانقتني حتى إختناق الأرواح .
نحن بحاجة للجرؤة في أشياء التي يجب علينا أن نتجرأ فيها ... 
تركت طفلة الصغيرة تلعب في الأرض و توجهت للمطبخ نظرت لها و أمسكت بخصلة من شعرها المتناثر ووضعتها على أذنيها و همست بشيء من كلمات كانت تائهة في صدري منذ سنوات ... * كوني كما أنت و لا تتيهي فذلك يجعلك أكثرة فتنة فوق الأرض * إبتسمت و أسقطت سكين من يديها و نظرت لي * أنا كما أنا و الماضي جعلني أنثى آخرى لذلك دعني كما أنا فقد عشقت نفسي هكذا ..* كانت تلك الكلمات كافية لتجعل مني صامت و انظر لها طوال الوقت ...
أعد العشاء جلسنا في طاولة واحدة ... إبتسامة تجتاح المكان ...
تلك الطفلة الصغيرة غادرت الحياة و نامت بعمق ... جالس بالقرب من العم . كانت تجلس وجه لوجه معي و تنظر لي و أنا آكل .. آكل بشراهة و كأنني ذلك الرجل الذي تاه في جزيرة ...
-لا تسرع في الأكل مهدي ستجعل من معدتك مصنع لنفيات و سيتوقف عن الهضم بسبب غبائك لست مهدي الذي أعرفك ...
كانت كلمات كافية بتوقفي عن حماقاتي صبيانية ...
-شكرا لك ...
- صابرين نوليني كأس أنا بحــاجة للماء ....
- قبل أن أعطيك كأس هناك شرط إن فعلته ساعطيك الكأس  .
ما هو أيتــها السيدة المحترمة ؟
- أنظر لها بتمعن و دعني ارى  وجهها يحمر كما أخبرتني هيا ...
تبا كان طلب مستحيل و لكن عليك أن تقوم به و إلا ستموت عطشا ..
نظرت لها و حدقت لأعينها و شفتيها و جنتيها .. كانت تحمر و تحمر و تحمر حتى تفوهت بكلمة
-توقف .
- هيا صابرين نوليني كوب لقد فعلتها ...
- نعم خد ...
الكل بدأ بالضحك  ..
كانت تستشيط خجلا و غضبا ... و لم ترد النظر لي .. بعد نهاية العشاء حملت أواني رفقت صابرين و كانت تعد شاي الساخن و قهوة و تعد حلويات لتضعها في مكانها لسهرة رأس السنة ...
تقدمت للمطبخ و نظرت لها كانت متكئة على جدار و تعانق نفسها و تائها كليا ...
- عذرا عن حماقاتي لقد أخجلتك ...
- لا بأس لا بأس ... لقد جعلت مني أنثى ضعيفة أمام الكل ... و لكن كنت بحاجة لتلك النظرات فقد أعادت لي سنوات كنت أفتقد لها كثيرا ....
كانت تمسك بشيء في يدها اليسرى لم ترد أن تفتحها ...
أمسكت بتلك اليد كانت متجمدة .. فتحتها كان خاتم زفاف ... لمن هدا يا نيبال ؟
- إنه خاتمي . خاتم زفافي أحتفظ به كذكرة لضياع روحي و ضياع أيامي البائسة في وطن الغربة
أحتفظ به كلما سئمت من الحياة أنظر له ... أريد أن أعيش حرة لقد فقدت كل شيء في هدا العالم حتى أبي و لم يعد ذلك الإنسان الذي أضع فيه ثقة ... 
- لا اعلم و لكنك تبدين شاحبة بعض الشيء أنظر لتلك الزجاجة ...
بدأت تنظر لها ...
- هل ترين تلك المعالم الربانية التي أهداك إياها  لا يجب نعم لا يجب ان تذبل بسبب إنسان مثلي .
لقد حسم كل شيء  و أنت الآن أنثى حرة ... عليك أن تواجهي العالم بكل قوة أنت في سادس و العشرون ستجدين أمامك مجتمع لا يرحم أحدا ستجدين كلمات تتساقط عليك كالبرق . إما أن تواجيهيها  أو تندثري من الحياة كليا ...
- كيف ذلك و أنا سأعود لبريطانيا في أسبوع القادم .
- نعم . عليك ان تتغلبي من خوفك الزائد . أنت أنثى قوية عليك أن تثقي في نفسك لا أكثر و لا أقل . كوني كما عهدتك و لكن لا تتماطلي على نفسك ببوح بتلك الكلمات التي تستعمر قلبك ...
- نعم أنت على حق ... لم أستطع أن أبوح بتلك الكلمات لك في سابع و العشرون في دلك المقهى فقد كنت أنثى ضعيفة انذاك و لا زلت كما أنا الآن لما لا أعلم مثلك ؟
- لا أعلم أيضا أنا و لكن فقط تمتمي بكلمات و عيشي حرة أنت تلك الأنثى التي تمدني بالحياة دائما 
- و أنت أيضا ...
- أخبرني مهدي . لما تصر على أن تبقى عازب و أنت تملك مؤهلات الزواج لما ؟
- أصمتي وواصلي في نظر لنفسك ...
إبتسمت .
- أنت غريب الاطوار ما الذي تود قوله ؟
- لو كنت أعلم لأخبرتك . 
- حسنا
-دعينا نهب و نجلس معهم فهم بإنتظرانا ...
عدت لصالون كنت جالس رفقت العم و صابرين كانت تعد الطاولة ... كنت مرهق حقا .. يوم هل هو يوم من حلم ام ماذا . لا أعلم ذلك و لكنه يوم غريب ...
إنطلقت سهرة بسيطة بقصص العم مع زوجته و مع والد صابرين و عن أيام ثانوية .. كنت شارد كليا و نيبال تنظر لي طوال الوقت .. أما صابرين فقد كانت منطوية عن نفسها و تبتسم تستمتع بسماع صوت والدها الذي عوضها عن كل شيء ... نحن في عالم غريب نتقاسم همومنا بكلمات و لكن كيف دلك ؟ الكثير لا يجيد فعل دلك ...
00.00 سنة جديدة  كان العم قد أرهق بسرد قصصه نظر لساعة و قال ... إنها سنة جديدة أتمنى أن أرا هدا الوطن قد أنبت خيرا لشعبه و ان أرى وطن آخر قد أنبث بقلبه حب لغيره .
إنها سنة جديدة تخطو الماضي واصلو في الحياة فأنتم أكثر شباب وعي اليوم ...
و الآن سأترككم ... ذهب لنوم و قلبه قد شحن بماضيه العاثر و تلك الأنثى التي قتلت من أجل وطن و هي تحمل في قلبها وطنان ...
بقيت جالس في حصيرة و أنظر من شرفة للعاصمة و هي تضيء وهج في تلك اللحظات ...
كانت صابرين مرهقة خلدت لنوم أيضا  الكل خلد لنوم بعد سهرة كانت هادئة و جميلة ... بقيت في صالون قمت بإفتراش الأرضية و إستلقيت لنوم ... و لكن لم يرد أن يفعل دلك عقلي لا يزال يؤنبني ... سمعت صوت أناملها هي من خلفي ... جلست بالقرب مني و نظرت لي و إبتسامة قد إنتشرت على شفتيها ... لقد نام الجميع و أنت لا زلت تفكر كعادتك ...
- أتذكر جيدا يومها كنت في وهران جالس في غرفتي لوحدي و ممسك حاسوبي و أنتظر رسالتك متى متى ؟ ثم أرسلتي لي رسالة .. كنت اشاهد فيلم  أنداك ... كنت لا تزالين فتاة  عاشقة للحياة و لكن تخفين الكثير من وراء عشقك للحياة ... كانت أيام جميلة
- نعم لا زلت أحتفظ بتلك الرسالة كلما سئمت من الحياة فتحتها و قرأت مجتواها ...
العالم غريب ... مرة سنتين عن دلك اليوم تغيرت الكثير من الأشياء . أصبحتي أم و أنا لا زلت أزاول عملي  و روتين يومي قاتل .
أسقطت يديها على يدي ... و نظرت لي .
- دلك الحاجز لا يزال يفصل و لا يزال عائق بيننا . إرتكبناه بحماقة و لا نزال فيه و لكنني أحببته يجعلني طموحة في الحياة ... و ماذا عنك أنت ؟
- لا أعلم . فقط أود سماع هدا الصوت ....
- كان حديث طويل و طويل في تلك الليلة .. غادرت الحياة بعد كلامي الطويل ...  تركته في مكاني نائمة و نمت على اريكة ... سنة جديدة  أهدتني شيء بسيط هو النظر لأعينها طول ليلة و هي مغمضة ....
------------------------------------------------------------------------
5 من جانفي كان لا بد لها من العودة لبريطانيا . رافقتها للمطار كنا في إنتظار إعلان عن رحلة ... كانت متوترة كثيرا كيف لها أن تغادر وطنها لوطن الغربة و هي إمراة وحيدة  ...
نظرت لها .
ثقي بنفسك . أنت قوية ...
بعد دقائق كانت تسير في المدرج نحو الطائرة و تمسك في يدها طفلة صغيرة و تنظر لي بنظرات و كأنها تقول أشياء ... لم أرى سوى أنها أخفت وجهها لتخفي دموعها و تصعد للمجهول ......
نعم إنها الحياة و لا أعلم عنها شيء

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire