نصيحة الإمام ابن تيمية لولاة الأمور جهة من كان في بلادنهم من الشيعة الرافضة
الحمد لله الملك القهار، العزيز الجبار، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد إمام المتقين الأبرار، وعلى آله وأصحابه البررة الأخيار، ما تعاقب ليل مع نهار
أما بعد، أيها القراء الفضلاء النبلاء ـ جعلكم الله من الناصحين الصادقين الأمناءـ
فهذه نصيحة ثمينة، وهدية غالية، ودرة جميلة، قد حوت في طياتها كلمات نيرات، وتوجيهات سديدات، وإشارات لطيفات، وتنبيهات مهمات، ووصايا جليلات، أشيعها بين أيديكم، وأضعها أمام أعينكم، سائلاً ربي وربكم أن ينفع بها الكاتب والقارئ والناشر والسامع، إنه سميع مجيب
وسيكون الكلام عنها في وقفات ست، وذلك تسهيلاً وتبصيراً، وتجميلاً وتكميلاً، وترغيباً وتحفيزاً، فأقول مستعيناً بالله الكريم القدير
الوقفة الأولى / عن قائل هذه النصيحة ومُسديها
قائل هذه النصيحة الطيبة القيمة هو
الإمام الكبير، والمصلح الجليل، والناصح الأمين، والمشفق الصادق، والعالم الجهبذ الشهير، والحافظ المتقن، والعابد الورع الزاهد
أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الدمشقي ـ رحمه الله وأعلى درجته في عليين ـ
وقد قال عنه مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في كتابه "تذكرة الحفاظ"(ترجمة رقم:1175)
الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد المفسر البارع شيخ الإسلام علم الزهاد نادرة العصر ... وكان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد الأفراد، والشجعان الكبار، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف، وسارت بتصانيفه الركبان، لعلها ثلاث مائة مجلد.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ كما في "تقريظه على الرد الوافر" - ص12
وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية، ويستمر غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره، أو تجنب الإنصاف.اهـ
الوقفة الثانية / عن المنصوح بها
المنصوح بهذه النصيحة العزيزة الغالية الثمينة هو
ولي أمر المسلمين وحاكمهم وسلطانهم الذي ابتُليَ في بلاده برعية فيها أناس من الشيعة الرافضة
هذا وأسأل الله أن يُعز بهذا الدين جميع ولاة أمور المسلمين وحكامهم، وأن يصلح بهم أحوال المسلمين، ويقيم لهم وبهم أمر الدين والدنيا، ويعينهم على إقامة العدل في العالمين، ويدفع بهم أهل البدع والفجور والمعتدين، إنه جواد كريم
الوقفة الثالثة / عن موضوع هذه النصيحة
موضوع هذه النصيحة النفيسة السديدة هو
تحذير ولي أمر المسلمين وحاكمهم من الشيعة الرافضة، وبيان كيفية تخفيف شرورهم وضررهم على المسلمين، وعلى ولاتهم، وعلى بلدانهم
وقد اشتملت هذه النصيحة الثمينة من هذا المصلح الكبير، والفهامة المدرك الرزين، مفتي الأمة وعالمها، على أمور عدة:
أولها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ سدده الله ـ إلى أن الشيعة الرافضة لا يصلح أن يُوَلَّوا على المسلمين في شيء، ولا يصلح أن يستخدمهم في عساكرهم وجيوشهم
وذلك لأنهم أشد عداوة وضرراً على المسلمين من أعدائهم التتر، وكذلك هم أعداء لولاة أمور المسلمين، وعداوتهم عداوة دينية، والعداوة الدينية أقوى من العداوة الدنيوية، والعدو يخون ويغش ويخدع.
ثانيها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ رفع الله به السنة وأهلها ـ إلى أن الشيعة الرافضة إذا أظهروا له التوبة والبراءة من الرفض فلا يثق بهم بمجرد ذلك، بل يحتاط في أمرهم، فيفرق جموعهم، ويُسكنهم في مواضع متفرقة من البلاد يكونون فيها بين أهل السنة
وذلك لأنه إذا تغيرت الأمور، وتبدلت الأحوال، فأظهروا ما بأنفسهم من عداوة وشر عُرفوا وانكشفوا، ولم يتمكنوا من إعانة بعضهم على الشر والفساد، بخلاف ما لو كانوا في أماكن تخصهم وحدهم، فإنه يكون لهم فيها قوة وعدد، ويعين على الشر بعضهم بعضاً، ولا يُدرى بكثير من مكائدهم، ولا ما يخططون لفعله من شر
ثالثها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ أعز الله به دينه وشريعته ـ إلى أن من دين الشيعة الرافضة السعي في إفساد جماعة المسلمين، وإفساد ولاة أمورهم، ومعاونة أهل الكفر عليهم
رابعها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ دفع الله به الشر عن الإسلام والمسلمين ـ إلى أن الشيعة الرافضة أبداً يختارون ظهور كلمة الكفار على كلمة أهل السنة والجماعة، وهم دائماً مع اليهود والنصارى والمشركين ضد أهل السنة
خامسها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ أكرمه الله بنشر التوحيد والسنة ـ إلى أن الشيعة الرافضة يكونون ملجأً لعامة أهل الشر والفساد الذين يكيدون للعباد والبلاد والولاة من الزنادقة القرامطة والإسماعيلية والنصيرية ونحوهم
سادسها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ قواه الله على طاعته ـ على بعض ما قدمه الشيعة الرافضة لأعداء المسلمين من خدمات ضد أهل الإسلام والسنة وبلادهم وولاتهم
ومن ذلك
أنهم سلموا سواحل بلاد المسلمين التي كانت معهم أكثر من ثلاثمائة سنة إلى النصارى والفرنج
ومن ذلك أيضاً
أنهم دخلوا مع التتر حين غزو بلاد المسلمين وعاونوهم على سفك دماء أهل السنة، وزوال دولتهم، وسبي حريمهم، وخراب ديارهم، وقتل ولاتهم
سابعها: تنبيه ولي أمر المسلمين ـ قمع الله به الشر وأهله ـ إلى أن دفع ضرر الشيعة الرافضة عن المسلمين وبلادهم من أعظم النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
الوقفة الرابعة / عن مرجع هذه النصيحة
مرجع هذه النصيحة الجديرة بالاهتمام والقبول هو
جامع المسائل لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية
المجموعة الثامنة، الصفحات:209- 211تحقيق: محمد عزيز شمس
نشر: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ـ مكة ـ بتمويل من مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي
الطبعة الأولى 1432هـ
الوقفة الخامسة / عن نص هذه النصيحة
قال الإمام الحافظ المصلح الناصح المشفق الخبير ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مجيباً بعض ولاة أمور المسلمين في شأن الرافضة الشيعة
وهؤلاء يلعنون السلف، ولا يستغفرون لهم، ولا يطلبون من الله منع الغل، بل يسعون في قوة الغل والبغض والعداوة لخيار أهل الإيمان
ثم إن هؤلاء يخونون ولاة أمر المسلمين في الجهاد، وحفظ البلاد، وهم أعداؤهم عداوة دينية، إذ كانوا يعادون خيار الأمة، وخيار ولاة أمورها الخلفاء الراشدين، والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار
والذي ابتدع الرفض كان منافقاً زنديقاً أظهر مولاة أهل البيت، ليتوسل بذلك إلى إفساد دين الإسلام، كما فعل بولص مع النصارى، ولهذا كانت الرافضة ملجأً لعامة الزنادقة والقرامطة والإسماعيلية والنصيرية ونحوهم
فلا يصلح لولاة الأمور أن يولوهم على المسلمين، ولا استخدامهم في عسكر المسلمين، بل إذا استبدل بهم من هو من أهل السنة والجماعة، كان أصلح للمسلمين في دينهم ودنياهم
وإذا أظهروا التوبة والبراءة من الرفض، لم يوثق بمجرد ذلك، بل يُحتاط في أمرهم، فيفرق جموعهم، ويُسكنون في مواضع متفرقة بين أهل السنة، بحيث لو أظهروا ما في أنفسهم عُرفوا، ولا يتمكنون من التعاون على الإثم والعدوان، فإنهم إذا كان لهم قوة وعدد في مكان، كانوا عدواً للمسلمين مجتمعين، يعادونهم أعظم من عداوة التتر بكثير
ولهذا يخبر أهل المشرق القادمون من تلك البلاد: أن الرافضة أضر على المسلمين من التتر، وقد أفسدوا مَلِكَ التتر وميلوه إليهم، وهم يختارون دولته وظهوره، فكيف يجوز أن يكون في عسكر المسلمين من هو أشد عداوة وضرراً على المسلمين من التتر؟
والتتري إذا عرف الإسلام ودُعي إليه أحبه، واستجاب إليه، إذ ليس له دين يُقاتل عليه ينافي الإسلام، وإنما يُقاتل على الملك
وأما الرافضة فإن من دينهم السعي في إفساد جماعة المسلمين وولاة أمورهم، ومعاونة الكفار عليهم، لأنهم يرون أهل الجماعة كفاراً مرتدين، والكافر المرتد أسوأ حالاً من الكافر الأصلي، ولأنهم يرجون في دولة الكفار ظهور كلمتهم وقيام دعوتهم ما لا يرجونه في دولة المسلمين، فهم أبداً يختارون ظهور كلمة الكفار على كلمة أهل السنة والجماعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: يَقْتُلونَ أهلَ الإسلامِ ويَدَعُونَ أهلَ الأوثان
وهذه سواحل المسلمين كانت مع المسلمين أكثر من ثلاثمائة سنة، وإنما تسلمها النصارى والفرنج من الرافضة، وصارت بقايا الرافضة فيها مع النصارى
وأما دولة التتر فقد علم الله أن الذي دخل مع هولاكو ملك التتر، وعاونه على سفك دماء المسلمين، وزوال دولتهم، وسَبْي حريمهم، وخراب ديارهم، وأخذ أموالهم، فهم الرافضة، وهم دائماً مع اليهود والنصارى والمشركين
فكيف مثل هؤلاء ولاةً على المسلمين أو أجناداً، لهم مقدم منهم في عسكر المسلمين، يأكلون أموال بيت المال، منفردين في بلاد جماعة المسلمين؟.
فمن أعظم النصح لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم دفع ضرر هؤلاء عنهم، والله تعالى أعلم.اهـ
الوقفة السادسة / عن نصوص أخرى للإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ تؤكد ما جاء في هذه النصيحة
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في رسالة له طبعت بعنوان: "مسألة في الكنائس" ص113-117 بتحقيق: علي الشبل
والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية، وأمثالهم من أتباعهم
وهم الذين عاونوا التتر على قتال المسلمين، وكان وزير هولاكو: النصير الطوسي من أئمتهم
وهؤلاء أعظم الناس عداوة للمسلمين وملوكهم, ثم الرافضة بعدهم فالرافضة يوالون من يعادي أهلَ السنة والجماعة, يوالون التتار, ويوالون النصارى
وقد كان بالساحل بين الرافضة وبين الفرنج مهادنة، حتى صارت الرافضة تحمل إلى قبرص خيل المسلمين، وسلاحهم, وغلمان السلطان، وغيرهم من الجند والصبيان
وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المأتم والحزن, وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور
وهم الذين أشاروا على التتر بقتل الخليفة, وقتل أهل بغداد, ووزير بغداد ابن العلقمي هو الذي خامر على المسلمين, وكاتب التتار, حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة, [ ونهى الناس عن قتالهم ]، وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين
ولما كانوا ملوك القاهرة, كان وزيرهم مرة يهودياً, ومرة نصرانياً أرمنياً، وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرمني, وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر, في دولة أولئك الرافضة والمنافقين
وكانوا ينادون بين القصرين: من لعن وسب فله دينار وأردبّ
وفي أيامهم أخذت النصارى ساحل الشام من المسلمين, حتى فتحه نور الدين وصلاح الدين
وفي أيامهم جاءت الفرنج إلى بلبيس, وغُلبوا من الفرنج؛ فإنهم منافقون, وأعانوهم النصارى، والله لا ينصر المنافقين, الذين هم يوالون النصارى, فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة, فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين، فلما جاءت الغُزَّى المجاهدون إلى ديار مصر, قامت الرافضة مع النصارى, فطلبوا قتال الغزّاة المجاهدين المسلمين, وجرت فصول يعرفها الناس، حتى قَتل صلاح الدين مُقدَّمهم شاور.اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ في كتابه "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية"4/592-593تحقيق: محمد رشاد سالم
ومن العجب من هؤلاء الرافضة أنهم يدَّعون تعظيم آل محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم سعوا في مجيء التتر الكفار إلى بغداد دار الخلافة، حتى قتلت الكفار من المسلمين مالا يحصيه إلا الله تعالى من بني هاشم وغيرهم، وقتلوا بجهات بغداد ألف ألف وثمانمئة ألف ونيفاً وسبعين ألفاً، وقتلوا الخليفة العباسي، وسبوا النساء الهاشميات، وصبيان الهاشميين، فهذا هو البغض لآل محمد صلى الله عليه وسلم بلا ريب، وكان ذلك من فعل الكفار بمعاونة الرافضة، وهم الذين سعوا في سبي الهاشميات ونحوهم إلى يزيد وأمثاله، فما يعيبون على غيرهم بعيب إلا وهو فيهم أعظم.اهـ
وقال أيضاً 5/155-156
وهؤلاء أكذب وأجبن وأغدر وأذل، وهم يستعينون بالكفار على المسلمين، فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا معه على المسلمين كما جرى لجنكزخان ملك التتر الكفار فإن الرافضة أعانته على المسلمين
وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد، فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهراً وباطناً، وكان وزير الخليفة ببغداد الذي يقال له: ابن العلقمي منهم، فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضَعَفِهم، وينهى العامة عن قتالهم، ويكيد أنواعاً من الكيد، حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو أقل، ولم يُر في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر، وقتلوا الهاشميين، وسبوا نساءهم من العباسيين، وغير العباسيين، فهل يكون مواليا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسلط الكفار على قتلهم وسبيهم، وعلى سائر المسلمين؟
وهم يكذبون على الحجاج وغيره أنه قتل الأشراف، ولم يقتل الحجاج هاشمياً مع ظلمه وغشمه، فإن عبد الملك نهاه عن ذلك، وإنما قتل ناساً من أشراف العرب غير بني هاشم، وقد تزوج هاشمية، وهي بنت عبد الله بن جعفر، فما مكنه بنو أمية من ذلك، وفرقوا بينه وبينها، وقالوا: ليس الحجاج كفوا لشريفة هاشمية
وكذلك من كان بالشام من الرافضة الذين لهم كلمة أو سلاح يعينون الكفار من المشركين ومن النصارى أهل الكتاب على المسلمين، على قتلهم، وسبيهم، وأخذ أموالهم.اهـ
وقال أيضاً 5/158-159
وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم، وقتلوا خلقاً عظيماً، وأخذوا أموالهم، ولما أنكسر المسلمون سنة غازان، أخذوا الخيل والسلاح والأسرى وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مرَّ بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء، وحمل بعض أمرائهم راية النصارى، وقالوا له: أيما خير المسلمون أو النصارى؟ فقال: بل النصارى، فقالوا له: مع من تحشر يوم القيامة؟ فقال: مع النصارى، وسلَّموا إليهم بعض بلاد المسلمين.اهـ
استخرجها وعلق عليها : عبد القادر بن محمد الجنيد الحسيني الهاشمي القرشي
نصيحة الإمام ابن تيمية لولاة الأمور جهة من كان في بلادهم من الشيعة
Nombre total de pages vues
jeudi 2 février 2017
نصيحة الإمام ابن تيمية لولاة الأمور جهة من كانت في بلادهم من الشيعة الرافضة
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire