Nombre total de pages vues

dimanche 15 octobre 2017

موقف #الحجاج مع #سعيد_بن_جبير (رحمه الله)

#الحجاج (17)

موقف #الحجاج مع #سعيد_بن_جبير (رحمه الله) :

وقد أثار مقتل (سعيد بن جبير) ثائرة الناس واستفظعوا قتله ، وعدوه من المساوئ التى لا تغتفر (للحجاج) ، وما زال هذا إعتقاد العالم الإسلامى إلى اليوم.

كان (ابن جبير) فى مكة وقت أن قدمها (الحجاج) وبعد أن قتل (عبد الله بن الزبير) أخذ منه البيعة (لعبد الملك بن مروان) ، ثم لما قدم (الحجاج) العراق أخذ منه البيعة ثانية (لعبد الملك) وولاه إمامة الصلاة ثم ولاه القضاء ، ولكن أهل الكوفة ضجوا وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربى فعين مكانه (الحجاج) (أبا بردة بن أبى موسى الأشعرى) وأمره ألا يبرم أمرا إلا بمشورة (سعيد بن جبير) ثم أعطى (سعيد) مائة ألف درهم ففرقها لذوى الحاجات.

وما زال (الحجاج) يعرف (لسعيد بن جبير) حقه بالرغم أنه من الموالى ، ولما خرج (ابن الأشعث) فى الحملة الموجهه إلى (رتبيل) ملك الترك ، جعله (الحجاج) على نفقات الجند.

فلما خلع (ابن الأشعث) طاعة (الحجاج) كان (سعيد بن جبير) مع الذين خرجوا معه وخلعوا طاعة (الحجاج) ، ويروى صاحب كتاب الإمامة والسياسة أن (إبن الأشعث) أكره (ابن جبير) على خلع طاعة الحجاج.

وعندما هزم (ابن الأشعث) فى موقعة دير الجماجم ، وقتل فيها من قتل وهرب من هرب ، فكان (ابن جبير) ممن فر واختفى عن أعين (الحجاج) عشر سنوات، فتوجه إلى أصبهان ، فكتب (الحجاج) إلى عاملها بالقبض عليه ، فلم يرق ذلك فى نظر العامل ، فأرسل إلى (سعيد) يعرفه ويطلب منه أن يخرج من البلاد فى السر ، فخرج إلى أذربيجان وطال قيامه فيها حتى اغتم ، ثم ذهب إلى مكة مستخفيا ، ولكن قدر الله لابد نافذ، فعندما تولى (خالد بن عبد الله القسري) ولاية مكة من قبل (الحجاج)، وكان سيئ السيرة، فخاف أصحاب (سعيد) على (سعيد)، فألحوا عليه بالفرار والخروج من مكة، ولكن (سعيدا) أبى الخروج، وقال لأصحابه: والله لقد استحييت من الله ، مما أفر، ولا مفر من قدر الله.

وكان والي المدينة من قبل (الحجاج) (عثمان بن حيان) بدل (عمر بن عبد العزيز)، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب (ابن الأشعث) من العراق إلى (الحجاج) في القيود، فتعلم منه (خالد بن عبد الله القسري)، فعين من عنده من مكة: (سعيد بن جبير)، و(عطاء بن أبي رباح)، و(مجاهد بن جبر)، و(عمرو بن دينار)، و(طلق بن حبيب)، فبعث (خالد) بهؤلاء إلى (الحجاج)، ثم عفا عن (عطاء)، و(عمرو بن دينار)؛ لأنهما من أهل مكة، وبعث بأولئك الثلاثة، فأما (طلق) فمات في الطريق قبل أن يصل، وأما (مجاهد) فحبس، فمازال في السجن حتى مات (الحجاج)، وأما (سعيد بن جبير) ذلك العابد القانت التقي الورع الطاهر، وصل مدينة واسط وهو مقيد في الأغلال، فأدخلوه على (الحجاج)، وهو ثابت القلب، هادئ النفس، رابط الجأش، قوي الحجة، فصيح اللسان، لم يتزعزع، ولم يهن، راسخ رسوخ الجبال، ودار بينهما حوار طويل يكشف عن عظمة الرجل، وحسن توكله على ربه، وقوة إيمانه، وصبره، ويقينه، رجل فريد لم تلن له قناة، ولم يفت في عضده تهديد أو وعيد، فأقبل على عدوه بما يسوؤه وهو في قبضته، والسيف مصلت على رقبته، فلم يعبأ به، وهو يعلم أنه مقتول لا محالة.

فلما أوقف بين يدي الحجاج قال له: يا سعيد ألم أشركك في أمانتي! ألم أستعملك؟ ألم أفعل ألم أفعل؟ كل ذلك يقول: نعم، حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله، حتى قال له: فما حملك على الخروج علي وخلعت بيعة أمير المؤمنين؟ فقال سعيد: إن ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك وعزم علي، فغضب عند ذلك الحجاج غضبا شديدا وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه، وقال له:
ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبد الملك؟
قال: بلى، قال: ثم قدمت الكوفة واليا على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية؟ قال: بلى! قال فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك؟ يا حرسي اضرب عنقه. قال: فضربت عنقه .

أما الرواية المشهورة لذلك والتى هى رواية منكرة رغم شهرتها 👇👇👇

ولما أتي (الحجاج) (بسعيد بن جبير)، قال له : أنت الشقي ابن كسير؟ (يعكس معانى إسمه) قال: بل أنا (سعيد بن جبير)، قال: بل أنت الشقي ابن كسير، قال: كانت أمي أعرف باسمي منك، قال: ما تقول في (محمد)؟ قال: تعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: نعم، قال: سيد ولد آدم؛ النبي المصطفى خير من بقي، وخير من مضى، قال: فما تقول في (أبي بكر)؟ قال: الصديق؛ خليفة الله، مضى حميدا، وعاش سعيدا، مضى على منهاج نبيه - صلى الله عليه وسلم - لم يغير، ولم يبدل، قال: فما تقول في (عمر)؟ قال: عمر الفاروق خيرة الله وخيرة رسوله، مضى حميدا على منهاج صاحبيه، لم يغير، ولم يبدل، قال: ما تقول في (عثمان)؟ قال: المقتول ظلما، المجهز جيش العسرة، الحافر بئر رومة، المشتري بيته في الجنة، صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنتيه، زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - بوحي من السماء، قال: فما تقول في (علي)؟ قال: ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأول من أسلم؛ زوج (فاطمة)، وأبو (الحسن والحسين)، قال: فما تقول في (معاوية)؟ قال: أنت أعلم ونفسك، قال: بت بعلمك، قال: إذا يسوؤك ولا يسرك، قال: بت بعلمك، قال: اعفني، قال: لا عفا الله عني إن أعفيتك، قال: إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله – تعالى –، ترى من نفسك أمورا تريد بها الهيبة، وهي تقحمك الهلكة، وسترد غدا فتعلم، قال: أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحدا قبلك، ولا أقتلها أحدا بعدك، قال: إذا تفسد علي دنياي، وأفسد عليك آخرتك، قال: يا غلام، السيف والنطع، قال: فلما ولى ضحك، قال: أليس قد بلغني أنك لم تضحك؟ قال: وقد كان ذلك، قال: فما أضحكك عند القتل؟ قال: من جرأتك على الله، ومن حلم الله عنك، قال: يا غلام اقتله، فاستقبل القبلة وقال: {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين}، فصرف وجهه عن القبلة، قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله}، قال: اضرب به الأرض، قال: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}، قال: اذبح عدو الله، فما أنزعه لآيات القرآن منذ اليوم.
وقبل أن ينزل السيف على رقبة سعيد دعا ربه قائلا: اللهم لا تسلط (الحجاج) على أحد بعدي.
وسقط رأس (سعيد) على الأرض، الرأس التي كانت تحوي علوما كثيرة، وتضم تفسير كلام رب العالمين، سقطت على الأرض، وذكر أهل التاريخ أن رأسه هللت ثلاث مرات: لا إله إلا الله، يفصح في الأوليين، ولم يفصح في الثالثة.
ومات (سعيد) الإنسان والجسد، ولكن لم تمت ذكراه، ولم يمت اسمه وعلمه وفقهه، ومات أيضا (الحجاج) بعده بقليل شر ميتة، فاشتدت عليه آلام المرض، وغصص الموت، فكان يهب مذعورا وهو يقول: ما لي و(لسعيد بن جبير)، ويكررها، حتى أهلكه الله .

ورؤي (الحجاج) في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني الله بكل امرئ قتلة واحدة وقتلني (بسعيد بن جبير) سبعين قتلة .

وقال الذهبي (سير أعلام النبلاء 4/332) بعد أن ذكر قصة قتل الحجاج لسعيد بن جبير : هذه حكاية منكرة ، غير صحيحة ، رواها أبو نعيم ؛ والذهبي لا ينفي قتل الحجاج لسعيد بن جبير ، لكن مراده أن سياق القصة على هذا النحو مكذوب.
وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمه سعيد بن جبير (9/104) : وقد ذكرنا صفة مقتله إياه ، وقد رويت آثار غريبة في صفة مقتله أكثرها لا تصح .
فهذا قول الذهبي وابن كثير في اشهر ما يُحكى عن الحجاج .

دليل على عدم نية الحجاج قتل سعيد :

(لما أتي الحجاج بسعيد بن جبير قال: لعن ابن النصرانية- يعنى خالد القسري وكان هو الذي أرسل به من مكة- أما كنت أعرف مكانه، بلى والله والبيت الذي هو فيه بمكة) البداية والنهاية
(وقد ذكرنا صفة مقتله إياه، وقد رويت آثار غريبة في صفة مقتله، أكثرها لا يصح) البداية والنهاية

يتبع .............

كتبه : عماد الدين أبا عمر

المصادر :
- البداية والنهاية ... ابن كثير
- الحجاج المفترى عليه ... د محمود زيادة
- الدولة الأموية .... د الصلابى
- الإمامة والسياسة
- تاريخ الطبرى
- أبراج الزجاج فى سيرة الحجاج ... القحطانى
- سير أعلام التابعين

#معركة_الوعى
#فرسان_التاريخ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire